انبثقت حركة تلقائية في السويد تدافع عن حق النساء في وضع الحجاب، وحصلت على تأييد ناشطات مدافعات عن حقوق النساء إلى درجة أنها أثارت حيرة خصوم الإسلاميين. وبدأ كل شيء إثر شكوى تقدمت بها امرأة حامل قالت إنها تعرضت مساء 16 آب (أغسطس) الجاري لاعتداء في ضواحي استوكهولم على يد رجل شتمها مستخدماً عبارات عنصرية. وبعد ثلاثة أيام، استجاب مئات السويديين، وغالبيتهم من النساء ومعهم بعض الرجال، لنداء «ثورة من أجل الحجاب» الذي نشر على الانترنت مرفقاً بصور محجبات تجاوز عددهن الألفين. وشاركت في التحرك نائبات يساريات وناشطات في حركات نسوية وأناس غير معروفين وحتى أطفال. واستقبلت وزارة العدل منظمي التحرك الثلثاء الماضي، ثم نظموا تظاهرة في استوكهولم أول من أمس. وجذبت صفحة «ثورة من أجل الحجاب» على «فايسبوك» عشرات الآلاف من مستخدمي الانترنت قبل غلقها بسبب ملاحظات عدة عنصرية ومناهضة للنساء. وقالت إحدى منظمات التحرك فوجان روزبيه (33 سنة) إن «عدد الاعتداءات على النساء المسلمات ازداد أخيراً». وانتقدت حكومة يمين الوسط، وقالت: «لم يقل أحد منا إن كل ذلك بدأ مع هذه الحكومة لكننا نقول انه تفاقم لأنهم لم يأخذوا الخطر على محمل الجد». وأسفت لكون المسلمات صرن بمثابة كبش فداء في ظروف تزداد فيها البطالة في السويد وغيرها من البلدان، ودانت خطاب «ديموقراطيي السويد» (يمين متطرف) ثالث حزب في البلاد، والصورة السيئة التي تتناقلها وسائل الإعلام عن الإسلام. وأفادت إحصاءات حكومية بأن الاعتداءات على المسلمين قليلة، فيما تحدث المجلس الوطني لتفادي الجريمة عن 306 شكوى خلال 2012، في مقابل 278 عام 2011، و272 عام 2008. واستذكرت روزبيه وثيقة تعود إلى 2006 انتقدت فيها منظمات إسلامية «تصاعد الأجواء العنصرية المعادية للإسلام في السويد»، وأفادت بأن 16,4 في المئة من الشبان المسلمين تعرضوا لاعتداءات كلامية و1,4 في المئة لاعتداءات جسدية بسبب أصولهم أو دينهم. وأثارت الوثيقة التي وقّعها ناشط آخر يدافع عن الحجاب جدلاً، إذ بدت كأنها تنتقد تقصير الحكومة في مكافحة جرائم الشرف المرتكبة داخل عائلات مسلمة. وأكدت رئيسة «جمعية مكافحة جرائم الشرف» سارة محمد أنها تعتبر الناشطين من أجل «ثورة من أجل الحجاب» مدافعين عن التيار الإسلامي. وقالت: «أدعم تماماً الاحتجاجات ضد العنف الذي تتعرض له النساء، عبر الخطاب والتظاهر وليس بارتداء الحجاب». وقالت روزبيه في المقابل ان هذا النقاش «لا جدوى له» في السويد، مؤكدة انها تدافع عن «النساء اللواتي اخترن ارتداء الحجاب». وطلبت جمعيتها من الحكومة تشكيل لجنة تحقيق حول أعمال العنف التي تتعرض لها المسلمات، ووضع حد لحظر الحجاب بالنسبة إلى الصحافيات اللواتي يقدمن النشرات الإخبارية في التلفزيون العام. وصرح عالم الاجتماع آيي كارلبون من جامعة مالمو أن السويديين متسامحون مع الحجاب، ولكن ليس مع النقاب.