عرضت إمارة أبو ظبي الأحد للمرة الأولى مقتنيات من مجموعة متحف "غوغنهايم" الذي يفترض أن يبصر النور في السنوات المقبلة على جزيرة السعديات قبالة سواحل العاصمة الإماراتية. ويتضمن معرض "أبعاد مضيئة" 19 عملاً فنياً معاصراً من مجموعة المتحف الإماراتي المستقبلي الذي قام حتى الآن وفق المسؤولين عنه بالاستحواذ على مئتي عمل فني معاصر ويطمح إلى عدد مماثل إضافي أو أكثر قبل افتتاحه المحدد في 2017. وتتم إدارة برنامج المتحف بالتعاون مع مؤسسة "سولومون غوغنهايم للفنون" المسؤولة عن متحفَي "غوغنهايم" في نيويورك ومدينة بيلباو الإسبانية. والأعمال المعروضة هي من الفترة الممتدة من ستينات القرن الماضي وحتى الأيام الحالية، لمجموعة من أبرز الفنانين المعاصرين من الولاياتالمتحدة وأوروبا والشرق الأوسط. ويتناول المعرض موضوع الضوء، وقد تم تقسيم الأعمال إلى خمسة أجزاء هي الضوء الإدراكي والضوء المنعكس والضوء المطلي والضوء المتحرك والضوء السماوي. ومن بين القطع الفنية المعاصرة، أعمال للاري بيل ودان فلافين وروبرت أروين وكيث سنيير ودوغلاس ويلر وهاينز ماك وأوتو بيني. ويتضمّن المعرض قطعاً لفنانين إيرانيين وعرب مثل منير شاهروديي وسامية حلبي ورشيد قريشي وشيرازة هوسياري وغيرهم. ومن أبرز الأعمال كرة ضوء معلقة ابتكرها الفنان الألماني المعاصر أوتو بييني في 1972 واشترتها إمارة ابوظبي لمصلحة مجموعة متحف "غوغنهايم" المستقبلي. ومن الأعمال اللافتة أيضاً "غرفة اللانهاية المنعكسة" لليابانية يايو كوساما، وهي كناية عن غرفة مظلمة تملؤها مئات الأضواء المنعكسة على جدران من المرايا، وفوق أرضية من المياه. وقالت المديرة التنفيذية لقطاع الثقافة في "هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة" ريتا عون عبدو إن المعرض "يقدم صورة موجزة عن المجموعة التي ستعرض في متحف "غوغنهايم"". وشدّدت عبدو على أن المتحف الذي صمّم مبناه المعماري الأميركي فرانك غيري سيركز على فنون الشرق الأوسط وسيقوم "بوضع فناني المنطقة ضمن منظور عالمي". وقالت منسقة المعرض وكبيرة منسقي متحف "غوغنهايم نيويورك" سوزن ديفيدسون إنه تمّ اختيار موضوع الضوء لقربه من الإنسان العادي، مشيرةً إلى أن المعرض يهدف إلى "اختبار رد فعل الجمهور". أمّا مديرة البرامج ميساء القاسمي فأكدت أن المتحف المستقبلي "يقوم على مبدأ الوحدة الجغرافية في طريقة عرضه للقطع الفنية ويركز على الفن المعاصر من الشرق الأوسط ويبرز التواصل الفني والحوار بين الفنانين المجليين والعالميين". وسبق أن كشف متحف "اللوفر" أبوظبي عن جزء من مجموعته الدائمة التي اقتنتها الإمارة ضمن مشروعها الثقافي الطموح. وكانت أبو ظبي أطلقت في 2007 مشروعاً ضخماً لبناء ثلاثة متاحف عملاقة على جزيرة السعديات قبالة شواطئها، هي متحف "اللوفر" الذي صمم مبناه الفرنسي جان نوفيل ويفترض أن يفتتح نهاية 2015، و"متحف الشيخ زايد الوطني" الذي صممه البريطاني نورمن فوستر، ومتحف "غوغنهايم". وتجسد المتاحف رغبة أبو ظبي في التحول إلى عاصمة ثقافية مستفيدة من العائدات النفطية الضخمة ويتجلى ذلك أيضاً بالمهرجانات التي تستضيفها الإمارة والإنتاجات الأدبية والفكرية ودعم المشاريع الشابة المحلية والعربية في هذا الإطار.