تستند أعمال معرض «أبعاد مضيئة: مختارات من مقتنيات غوغنهايم أبو ظبي» الذي يقام في منارة السعديات بين 5 تشرين الثاني (نوفمبر) و19 كانون الأول (يناير) المقبلين، إلى ثيمة الضوء. وتشكل نافذة للتعرف الى الرؤية المستقبلية للمتحف والمتمثلة في تعزيز مفهوم الفن العابر للحدود، وتسليط الضوء على موروثات مختلفة من الحداثة وتطور الفكر الثقافي المعاصر في عالم متزايد الترابط والتضامن. ويشمل المعرض 18 عملاً فنياً من بينها 16 عملاً من مجموعة مقتنيات المتحف، إضافة إلى عملين رئيسين استُعيرا من المؤسسة الشريكة «متحف سولومون آر غوغنهايم» في نيويورك. ويتناول ثيمة الضوء باعتباره أحد العناصر الجمالية الرئيسة في الفن، كما يفتح الباب أمام طرق مختلفة لتفسير العمل الفني، سواء كان مصدر الضوء طبيعياً أو اصطناعياً، موجهاً أو منعكساً، داخلياً أو خارجياً، متسامياً أو سماوياً. ويتميز موضوع الضوء بالغنى والمرونة، ويتسم بارتباط وثيق بمختلف ثقافات العالم عبر الزمن، وسيقدَّم كمبدأ جمالي أساسي في العالم والتاريخ الفني المعاصر. وقال رئيس هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان: «يُمثل المعرض الافتتاحي لمتحف غوغنهايم أبو ظبي منصّة مثالية لتعريف جمهور الفن بمجموعة مقتنيات المتحف وما يمكن أن يقدمه في المستقبل، كما يعطي لمحة عن الاتجاه الثقافي والدور الأوسع الذي يمكن أن يلعبه في الساحة الفنية الدولية في المنطقة. ومن شأن هذا المعرض أن يساهم في تعزيز الوعي ببيئة المتاحف المزدهرة ودعم البرامج التعليمية المتعلقة بالفن في أبو ظبي وعموم المنطقة». ويتضمن المعرض خمسة أقسام مختلفة كل منها يفسر جانباً من جوانب الضوء الذي يمثل الموضوع الرئيسي، وتشمل «Activated» (الضوء النشط) و «Celestial» (الضوء السماوي) و «Perceptual» (الضوء الحسي) و «Reflected» (الضوء المنعكس) و «Transcendent» (الضوء المتسامي). وفي حين يبدأ المعرض بتسلسل زمني من ستينات القرن الماضي، تماشياً مع تاريخ بداية الفترة التي تمثلها مجموعة مقتنيات غوغنهايم أبو ظبي، فإنّه يدمج بسرعة بين فترات الزمن ويجمع بين الفنانين المخضرمين والشباب. ويضم كل قسم مجموعة متنوعة من وسائط الإعلام. وابتداءً من البيئات التفاعلية التي يمكن المرور حولها أو من خلالها إلى مقاطع الفيديو واللوحات والمنحوتات، يتيح المعرض للزوار التفاعل مع تجربة الضوء الفنية في كل ظواهره المكانية والحسية والإدراكية. ومن بين الفنانين الذين ستُعرض أعمالهم في المعرض أنجيلا بولوك، منير شهرودي فرمانفارمايان، روبرت أروين، واي. زي. كامي، بهارتي خير، رشيد قريشي، يايوي كوساما، أوتو بييني، ودوغ ويلر. ويشكل «أبعاد مضيئة» بداية مثالية للتعريف بمجموعة مقتنيات متحف غوغنهايم أبو ظبي، فهو يوفر شرحاً للرؤية الإبداعية للمتحف، ويعطي لمحة أولية عما سيقدمه في المستقبل من خلال مجموعته الفنية المعروضة، ما يجعل هذا المعرض إنجازاً مهماً في مسيرة نشأة المتحف وتطوره. وتعد ثيمة الضوء، بثراء وتنوع أبعادها، إحدى القصص السردية التي قد يجري التركيز عليها بشكل أوسع في تصميم مبنى متحف غوغنهايم أبو ظبي الذي صممه المعماري العالمي فرانك جيري. ويمثل الضوء عنصراً جوهرياً من عناصر تصميم المبنى، ويتجسد ذلك في مبانيه المخروطية المستوحاة من أبراج الرياح أو ما يعرف في المنطقة باسم «البراجيل» المغطاة بألواح من الزجاج الأزرق.