قال ناشطون سوريون انهم جهزوا عينات من أنسجة بشرية لضحايا الهجوم الكيماوي على الغوطتين الغربية والشرقيةلدمشق الأربعاء الماضي، وأنهم يحاولون توصيلها الى فريق مفتشين تابع للأمم المتحدة ينزل في فندق على بعد بضعة كيلومترات من موقع الهجوم. وقال الناشط «ابو نضال» متحدثاً من بلدة عربين التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة ان فريق الأممالمتحدة تحدث مع المعارضة، ومنذ ذلك الوقت جهزت عينات من الشعر والجلد والدم وتم تهريبها الى دمشق مع أشخاص موضع ثقة. وكانت المعارضة اتهمت نظام الرئيس بشار الأسد بإطلاق صواريخ محملة بغاز سام وسط حملة شرسة على مناطق تسيطر عليها المعارضة حول العاصمة. واستمرت قوات النظام مذذاك في قصف «مسرح الجريمة» بغارات جوية وبالمدفعية، ما يمكن أن يعرقل دخول المواقع ويحتمل أن يتلف الأدلة. ويقول خبراء في الأسلحة الكيماوية إن كل ساعة تحدث فرقاً، وكلما طال الوقت زادت احتمالات إخفاء الأدلة او التلاعب بها. وقال بضعة نشطاء إنهم واثقون من أن لديهم من يستطيع تسليم العينات الى مفتشي الأممالمتحدة، فيما اكد آخرون تحدثت اليهم «رويترز» في المنطقة إنهم جهزوا عينات لتهريبها الى العاصمة، لكنهم لا يستطيعون ايجاد وسيلة للوصول الى المراقبين داخل فندقهم. وقال الناشط «ابو محمد» من حرستا إن المنطقة تتعرض للقصف وإلى جانب هذا تحيط نقاط التفتيش التابعة للنظام بالغوطة. وتابع ان هذه ليست مشكلة وإنهم يستطيعون تهريبها. وأوضح بعض النشطاء انه الى جانب عينات الأنسجة التقطوا صوراً لمواقع قصف وعينات وأخذوا عينات من التربة ودونوا روايات شهود. ونشر «مركز توثيق الانتهاكات» تقريراً عن المجازر، تضمن شهادات لبعض الناجين من القصف ومعلومات للضحايا والقذائف التي استخدمت من قبل النظام. وأفاد التقرير بأن اكثر من 21 صاروخاً وقذيفة هاون سقطت على الغوطة الشرقية. وقال أحد المسعفين من مدينة زملكا: «كانت أول ضربة في الساعة الواحدة وأربعين دقيقة وكانت مختلطة بين صواريخ وهاون. سقط صاروخ خلف مقسم زملكا وفي منطقة «مداير جديا» بين جوبر وزملكا، ثم تم القصف على مدينة عين ترما في منطقة الزينية والأربعة مفارق». وأشار المركز الى ان المواقع التي تعرضت في زملكا لصواريخ محملة بمواد كيماوية، شملت بيت حارتة ومدرسة «أم مازن» للبنين وجامع التوفيق ومزرعة «مصطفى الخطيب» والمقبرة القديمة، موضحاً انه «بعد القصف بالكيماوي انهالت القذائف على كل بلدات ومناطق الغوطة في شكل كثيف جداً واستمرت على هذه الحال حتى الصباح، ما زاد في صعوبة عمليات الإخلاء والإسعاف إلى حد كبير». وأفاد «أبو الخير»، وهو إداري في «مشفى الفاتح» في كفربطنا انه «جرى قصف منطقة المشفى بطائرات الميغ، وشاهدنا آثار القصف على بعد نحو ثلاثين متراً منه». وتابع «مركز توثيق الانتهاكات» ان «حالاً من الهلع والارتباك بين السكان سادت بعد القصف الذي استهدف مناطقهم في كل من زملكا وعين ترما، ذلك ان معظمهم ظن انه قصف بالهاون فنزلوا الى الطوابق السفلى ما ساهم في تفاقم الأمور»، لافتاً الى أن «العديد جداً من حالات الوفيات حصلت أثناء نوم السكان باعتبار أن توقيت الضربة كان بعد منتصف الليل وهو ما زاد من أعداد الضحايا بشكل كبير، كما تجمع معظم الشهادات». ونقل المركز عن احد المصابين في عربين قوله: «كنا جالسين في البيت، وسمعنا صوت قصف بالصواريخ، ثم بدأ الجيران بالصراخ طالبين المساعدة. وعندما ركضنا إليهم وجدنا النساء على الأرض، أمّا الأولاد فكانوا ينازعون الموت، وبعد وصولي إلى منزلهم أصابني الدوار وبدأت بالإسعافات الأولية. وزحفت نحو كيلومتر حتى قام أحد المواطنين بإسعافي». وقال احد الناجين: «شفتاي بدأتا بالرجفان والانتفاخ، وعيناي بدأتا بالرجفان أيضاً، وانعدمت الرؤية أمامي، وكان الناس مرميين على الأرض ويصرخون، وكان هنالك العشرات من الشهداء، وكان لون وجوههم أصفر وعيونهم جاحظة وأفواههم مفتوحة». وزاد ان «رائحة الموت» كانت في كل مكان حيث كان «الأطفال يرتجفون في شكل مخيف ويتساقطون الواحد تلو الآخر، ثم بدأ الزبد يخرج من فمي فعدت إلى البيت فوراً ووجدت ان عائلتي أغمي عليها، وقام أحد المواطنين بمساعدتي في نقلهم إلى النقطة الطبية بعد عدم تمكني من قيادة السيارة». وقال أحد المسعفين في نقطة الخولاني الطبية في حمورية انه «أثناء قيام فريقنا بالإسعاف من المنازل، كان المسعفون يضطرون لترك الشهداء في بيوتهم ويحضرون فقط الأحياء المصابين لكثرة الحالات وللتمكن من انقاذ الناس. كل ما صادفناه من حيوانات أثناء عمليات الإسعاف كان ميتاً في الطرقات». وقال خالد البيك، أحد المصابين من عين ترما، والذي نقل إلى نقطة طبية في حمورية: «كنا جالسين في الحي بحدود الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، ثم سمعنا صوت سقوط خمسة صواريخ في عين ترما، فذهبنا الى مكان سقوطها لمساعدة الناس هناك، ولكننا تفاجأنا بوجود العشرات مرميين على الأرض وفي الشوارع، وذهبت لأبحث عن أخي علاء فوجدته مرمياً على الأرض وكانت هناك مادة بيضاء مثل الزبد تسيل من فمه. حاولت إسعافه ثم فقدت الوعي ولا أعلم بعدها ماذا حدث ولا أعرف أين أخي وإن كان مات أم لا». وأشار المركز الى ان خالد كان يشعر أثناء إدلائه بالشهادة بعطش شديد وشبه تخدير في منطقة الوجه والقدمين، وبضيق شديد في التنفس.