بدا أن الحكم الموقت في مصر نجح في احتواء اعتراضات في صفوف مؤيديه على قرار قضائي بإطلاق سراح الرئيس السابق حسني مبارك الذي نقل أمس إلى مستشفى المعادي العسكري، بناء على طلبه، ليخضع هناك لإقامة جبرية فرضها عليه رئيس الحكومة حازم الببلاوي بقرار مستند إلى قانون الطوارئ. ونُقل مبارك من سجن طرة إلى مستشفى المعادي العسكري بمروحية طبية عسكرية وسط إجراءات أمنية مشددة أحاطت بأسوار السجن. وأكد مساعد وزير الداخلية لقطاع مصلحة السجون اللواء مصطفى باز أن نقل مبارك إلى مستشفى المعادي «جاء بناء على طلب شخصي منه». وكان مبارك أمضى أسابيع للعلاج داخل مستشفى المعادي، في عهد المجلس العسكري السابق ثم خلال عهد الرئيس المعزول محمد مرسي. وأكد مصدر قضائي ل «الحياة» أن اسم مبارك لا يزال مدرجاً على قوائم الممنوعين من السفر خارج البلاد، على ذمة قضايا قتل المتظاهرين والفساد المتهم فيها والمتداولة حالياً أمام محكمة الجنايات. واقتصرت الاحتجاجات على إطلاق سراح مبارك أمس على وقفة صغيرة استمرت نحو ساعة أمام دار القضاء العالي. كما ألغت «حركة شباب 6 ابريل» دعوة إلى التظاهر اليوم ضد القرار خوفاً من استغلال الحشد من قبل جماعة «الإخوان المسلمين» التي دعت وحلفاؤها إلى تظاهرات اليوم تحت شعار «جمعة الشهيد». ويُنتظر أن تختبر تظاهرات اليوم التي دعا إليها «تحالف دعم الشرعية» أثر الحملة الأمنية الواسعة التي أسفرت عن توقيف عشرات من قيادات «الإخوان» على قدارت الجماعة على الحشد، خصوصاً أنها تأتي في نهاية أسبوع من تظاهرات لم تحظ سوى بمشاركة هزيلة للغاية في إطار ما أطلقت عليه الجماعة «أسبوع رحيل الانقلاب». وتواصلت الحملة الأمنية على قيادات «الإخوان»، فأسفرت عن توقيف العشرات أبرزهم عضو مكتب الإرشاد مسؤول قطاع شرق الدلتا مصطفى غنيم والناطق باسم الجماعة أحمد عارف والمستشار القانوني لحزب «الحرية والعدالة» أحمد أبو بركة والناطق السابق باسم الحزب نائب محافظ الاسكندرية السابق حسن البرنس. وقررت النيابة العامة حبس مرشد «الإخوان» محمد بديع والداعية المحسوب على الجماعة 15 يوماً على ذمة اتهامات بالقتل والتحريض. وعُلم أن «تحالف دعم الشرعية» فقد التواصل بين أعضائه ومكوناته الرئيسة بسبب تلك الحملة، وهو ما أكده ل «الحياة» الناطق باسم «الجماعة الإسلامية» محمد حسان والقيادي في حزب «الوسط» طارق الملط ونائب رئيس حزب «الوطن» يسري حماد. ويُتوقع أن يؤثر عدم التنسيق بين أحزاب التحالف على حجم الحشود اليوم. وكان التحالف نظم مسيرات على مدار الأسبوع الماضي لم تجد صدى كبيراً في الشارع، وكذلك لم تلق دعوته إلى «العصيان المدني» استجابة تُذكر. لكن عادة ما يشهد يوم الجمعة تظاهرات كبرى في ظل اعتماد الإسلاميين على الخروج من المساجد بعد صلاة الجمعة من مناطق مختلفة، وهو نهج سيختبر اليوم مدى نجاحه، وإن كانت هناك مؤشرات على التخبط أبرزها عدم تحديد مساجد بعينها لانطلاق المسيرات كما جرت العادة.