دورة بعد أخرى يثبت معرض الرياض الدولي للكتاب، أن مؤلفات الأديب السعودي الراحل عبدالرحمن منيف هي الأكثر مبيعاً، ولعل ظروف حياته الصعبة، متنقلاً بين عواصم عربية عدة حتى وفاته قبل نحو 5 أعوام في العاصمة السورية (دمشق) هي التي دفعت السعوديين إلى التعاطف مع أديبهم الراحل ومحاولتهم التعرف عليه، من خلال أكثر من 17 رواية ألفها المنيف. وقال مالك المؤسسة العربية للدراسات والنشر ماهر الكيالي، إن اهتمام الجهات الرسمية في السعودية بوضع أسرة المنيف في دمشق بعد وفاته عام 2004، دفع السعوديين إلى التعاطف مع مؤلفهم الروائي، «اذ نقل السفير السعودي لدى دمشق تعازي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حين كان ولياً للعهد، وعرض تسهيلات بينها إرسال طائرة خاصة، لنقل جثمان منيف إلى السعودية، وتخصيص مسكن وراتب شهري». وأشار إلى أن رواية «مدن الملح» بأجزائها الخمسة كانت أكثر مؤلفات منيف طلباً من الزوار، «خصوصاً من النساء». وشدد الزائر سعد الأحمد على ضرورة تكريم جميع الأدباء والمثقفين السعوديين، الذين أقاموا وتوفوا خارج السعودية، مثل عبدالرحمن منيف وعبدالله القصيمي. وعلى رغم أن الجهات السعودية، بحسب أحد المثقفين (فضل عدم الكشف عن اسمه) بذلت الكثير من الجهود، من أجل عودة منيف وأولاده إلى السعودية، لكن حال «الارتياب» التي تلازم بعض المثقفين منعت منيف من العودة إلى وطنه. وأضاف: «قُدمت لمنيف من قبل شخصيات سياسية وثقافية أمثلة عدة لسعوديين كانوا معارضين لبعض التوجهات السياسية السعودية في تلك الفترة، لكنهم عادوا إلى بلدهم بعد أن تكشّفت لهم الحقائق، ليعملوا في وطنهم بكل حرية، حتى ان بعضهم وصل إلى مناصب حكومية عليا، لكن توجس منيف وحذره كانا عائقين أمام عودته إلى وطنه».