نجح استشاريو جراحة الأطفال، في إجراء جراحة نادرة لمولود عمره يومان، كان يعاني انسداداً شبه كامل في «الاثنى عشر» نتيجة التفاف البنكرياس حوله، وكذلك لحمية على الأمعاء. وأوضح رئيس قسم جراحة الأطفال بمستشفى سعد التخصصي في مدينة الخبر ورئيس الفريق الطبي الذي أجرى الجراحة الدكتور بيرو سركيس، أن المولود كان يعاني انتفاخاً كبيراً في الجهة العلوية من البطن مصحوباً بحال من القيء الشديد والمستمر، فأُجريت له على الفور صورة إشعاعية خاصة بحديثي الولادة، تبين من خلالها وجود انسداد شبه كامل لمنتصف «الاثنى عشر». وأضاف «كان القرار بالإجماع بضرورة إخضاع المولود للجراحة بخاصة أن حالته قد تزداد سوءاً، إذ تم أولاً التأكد من الحال الطبيعية للمعدة، ووضع أنبوب بها لتخفيف الألم، ومن ثمّ إجراء الجراحة». وقال: «نتيجة لوضعية الانسداد الحاصل، فضل الفريق الجراحي عدم الاقتراب من هذه المنطقة شديدة الخطورة التي تحوي القنوات المرارية وقناة البنكرياس، وكما هو متعارف عليه في الجامعات العالمية، قرر الفريق الجراحي عمل وصلة من نفس جدار الاثنى عشر لتلافي الجزء الذي تم انسداده بسبب البنكرياس، ومن ثمّ استئصال اللحمية التي ظهرت على الأمعاء وإجراء وصلة أخرى لها». وأكد استشاري جراحة الأطفال، أن هذه الحالات الناتجة من التفاف البنكرياس حول «الاثنى عشر» وانسداده، تعتبر من الحالات النادرة وتؤدي إلى الوفاة إذا كان الانسداد كاملاً، ولم يتم علاجه جراحياً، هذا بخلاف أن الانسداد غير الكامل (الجزئي) الذي قد تظهر أعراضه مع تقدم العمر، من الممكن أن يُسبب عدم نمو طبيعي لجسم المولود، لاسيما في ظل وجود قيء مزمن. وأوضح سركيس، أنه بعد انتهاء الجراحة تم نقل المولود إلى العناية المركزة للأطفال حديثي الولادة، وتمت تغذيته من اليوم الثالث من طريق أنبوب يدخل من الفم إلى «الاثنى عشر» وصولاً إلى الأمعاء الدقيقة، وذلك لتأمين الغذاء للمولود، مضيفاً «من اليوم السابع استطاع المولود أخذ الغذاء من طريق الفم، ومن ثمّ بدأ التحسن التدريجي في الوزن حتى وصل وزنه قبل خروجه من المستشفى إلى 4.200 كيلوغرام بعد أن كان 3.200 كيلوغرام