تنظر المحكمة العامة بالرياض في قضية مقتل مقيمة (سيريلانكية الجنسية)، وعثر عليها داخل أنبوب خاص يستخدم في كشف الغاز والنفط، وذلك بعد اتهام ممثل هيئة التحقيق والادعاء العام زوجها (أميركي الجنسية) بقتلها، مستغلاً نفوذه الوظيفي في الشركة التي يعمل بها، فيما اعتنق المتهم الأميركي (زوج المقتولة) الديانة الإسلامية خلال توقيفه في السجن، وذلك بعد أن كان يعتنق الديانة المسيحية إبان وقوعه في الجريمة. وأوضح مصدر مطلع ل«الحياة» أن المحكمة العامة في الرياض شرعت في مداولات القضية بعد استكمال الأدلة وشهادات الشهود الذين يعملون معه، فيما أكد القائم بالأعمال في السفارة السيريلانكية لدى الرياض في اتصال هاتفي مع «الحياة»، أن السفارة وكلت محامياً للترافع عن القضية في مقتل سيريلانكية كانت تقيم مع زوجها المتهم بقتلها في السعودية، مشيراً إلى أن السفارة على ثقة بأن القضاء السعودي سيأخذ مجراه. وبدأت قصة الحادثة عندما تلقت شرطة محافظة الخرج بلاغاً من الشركة التي يعمل فيها المتهم الأميركي، عن وجود جثة متيبّسة في وضع الجلوس، وترتدي لباساً نسائياً داخل أنبوب بئر خاصة لاستكشاف الغاز والنفط، مشيراً إلى أن الجهات الأمنية أوقفت المتهم الأميركي (تحتفظ «الحياة» باسمه)، بناء على شهادة العمال السعوديين والصينيين. وقال المصدر إن المتهم الأميركي اعترف بأن هذه هي زوجته التي عثر عليه داخل أنبوب وتم إغلاق الغطاء من الجهتين بواسطة اللحام من الجهتين، ودفن الأنبوب في باطن الأرض، مشيراً إلى أن زوجته تغيّبت عنه منذ أشهر لخلافات أسرية وخُلقية، ولم يبلغ عنها الجهات الأمنية بذلك. وبيّن المصدر أن المتهم الأميركي كلف عدداً من العمال السعوديين والصينيين بإغلاق غطاء الأنبوب، الذي عُثر فيه على الجثة، بواسطة اللحام على فترتين زمنيتين مختلفتين، وأمر بدفن الأنبوب قبل ستة أشهر من اكتشاف الحادثة، كون أن المتهم يعمل مشرف حفر آبار في المناطق التي تستكشف فيها شركة أرامكو السعودية عن النفط والغاز. وأشار المصدر إلى أن المتهم أمر عاملاً صينياً بتلحيم أنبوب حديدي من جهة واحدة في موقع حفر آبار، والجهة الأخرى وهو الرابط بين الأنبوبين يتم لحامه من صفيح حديدي في وجهة واحدة، وأمر بوضع قطعة حديد في شكل نصف دائري على الغطاء ليسهل فتحه وإغلاقه. وأضاف: «أمر المتهم الأميركي العامل الصيني بعد انتهائه من عملية اللحام، بنقل الأنبوب خلف غرفته التي يسكن فيها على بُعد نحو 10 أمتار، ثم أمر مرة أخرى بنقله على بُعد مترين من غرفته». ولفت المصدر إلى أن المتهم أمر أحد العمالة الصينية بدفن المخلفات وثلاثة أنابيب، من بينها الأنبوب الذي عُثر فيه على الجثة، معللاً ذلك بأن المفتشين من إدارة المتهم سيحضرون للموقع الذي يشرف عليه المتهم الأميركي. وأضاف: «قام عدد من العمالة باستخراج الأنبوب الذي كان خارج مكان الحفر وقصِّه من وسطه لاستخدامه في أغراض ثانوية في العمل، وظهرت رائحة كريهة واتضحت أنها جثة إنسان، إلا أن المتهم أبلغ إدارة الشركة بعد ضغوطات من زملائه السعوديين». وعندما فتحت الجهات الأمنية التحقيقات مع العاملين في مسرح الحادثة، ظهرت روايات مختلفة للمتهم الأميركي، إذ أنكر بداية الأمر أنه أمر العامل الصيني بعملية تلحيم الأنبوب ونقله إلى جوار غرفته، ثم عاد وقال إنه لم يتذكر أنه أمر بذلك، ثم زاد أنه لم يشاهد الأنبوب قط، وأنه أمر بدفن المخلفات ولم يأمر بدفن الأنابيب». وأضاف المصدر: «أن المتهم الأميركي حاول تضليل جهات التحقيق في وضع بعض الملابس الخاصة للعمالة الصينيين ومقتنيات خاصة بهم داخل الأنبوب، لتضليل جهات التحقيق». وأكد المصدر أن العمال الصينيين التابعين لشركة أخرى لا يقومون بأي عمل في منطقة مشروع البئر إلا وفق برنامج معد من «أرامكو» التي تمتلك الأنابيب، وفي حال تصرف العمال الصينيون في ما يخالف أمر المشرف على الحفر فيحق له استبعادهم. وأشار المصدر إلى أن المتهم الأميركي كان يعتنق الديانة المسيحية وقت وقوع الجريمة، وزوجته (القتيلة) بوذية الديانة، إلا أن المتهم اعتنق الإسلام بعد نحو عام واحد من تنفيذ الجريمة خلال وجوده في السجن.