اعتبر القيادي في ائتلاف «متحدون» ظافر العاني (بزعامة رئيس البرلمان أسامة النجيفي)، العمليات الأمنية الجارية في حزام بغداد «إبادة وعقوبة جماعية»، واتهم الحكومة ب «التضييق على سكان تلك المناطق». وقال العاني إن الوقت «لم يعد كافياً لطرح إقالة رئيس الحكومة نوري المالكي». وأكد العاني، الذي يشغل أيضاً منصب الناطق باسم «متحدون»، أن «كتلته تؤيد أي جهد أمني لمحاصرة الإرهاب والقبض على المجرمين». لكنه أشار في اتصال مع «الحياة» إلى أن «ما يتعرض له سكان مناطق حزام بغداد عقوبة جماعية وعملية تضييق». وقال إن «استخدام قوات الأمن عبارات طائفية لاستفزاز المواطنين وتنفيذ اعتقالات عشوائية، فضلاً عن انتهاك حقوق الإنسان، ستقود إلى تداعيات سلبية على المجتمع العراقي». وأضاف أن «هذه الإجراءات لا تخلو من بعد طائفي لتفريغ هذه المناطق من سكانها». وأعرب العاني عن استغرابه «تنفيذ مثل هذه العمليات في حزام بغداد على رغم أن التفجيرات تحدث في العاصمة»، واعتبر أن «العملية لم تنجح في الحد من الهجمات التي تزهق أرواح الأبرياء». وأشار إلى أن «الدولة تذهب إلى العدو الخطأ ولا نعرف من أين تأخذ المعلومات». وانتقد «إجراءات التضييق على المواطنين في بغداد «. وتنفذ قوات عراقية مدعومة بغطاء جوي سلسلة عمليات في حزام بغداد ومحافظات ديالى والأنبار وصلاح الدين والموصل والفرات الأوسط في إطار خطة أمنية واسعة لملاحقة مسلحي تنظيم «القاعدة»، على خلفية هروب أكثر من 500 معتقل من سجن أبو غريب الشهر الماضي. وأوضح العاني أن الخروج من الأزمة السياسية والأمنية التي تمر بها البلاد تتضمن محاور أهمها أن «تكون هناك مصالحة جدية تنعكس على القرارات والقوانين والإجراءات». وأشار إلى أن «كل اللجان الخماسية والسباعية وحتى الحوارات على مستوى المسؤولين الكبار لم تنجح في حل المشكلات المستفحلة القديمة»، بالإضافة إلى «تجسيد مفهوم الشراكة بشكل عملي، لأن هناك تفرداً في صناعة القرار، خصوصاً القرار الأمني والاستراتيجي وحتى السياسة الخارجية»، معتبراً أن «الشراكة والتوازن واستقلال القضاء مفردات مهمة ورئيسية للحل». وانتقد تهاون الحكومة في تلبية مطالب المتظاهرين في المناطق الغربية والشمالية، واعتبر «تلبيتها جزءاً أساسياً من المصالحة الوطنية»، مشيراً إلى أن «رئيس الحكومة اعترف بأن جزءاً كبيراً من مطالبهم مشروع، وتلبيتها يمكن أن تكون بقرارات يصدرها رئيس الوزراء من دون الرجوع إلى البرلمان أو الحكومة». وتشهد محافظة الأنبار وعدد من المحافظات الغربية منذ نهاية العام الماضي 2012، تظاهرات حاشدة تحولت إلى اعتصامات مفتوحة تطالب بإطلاق المعتقلين وإسقاط المالكي. وأكد العاني «تأييد ائتلاف متحدون مبادرة نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي للمصالحة»، مستبعداً إعادة طرح إقالة رئيس الحكومة. وأشار إلى أن «الانتخابات البرلمانية باتت قريبة».