إنسان استطاع أن يسجل اسمه في صفحة العمل الإنساني الدولي، إنسان أنفق كل عمره أو معظمه في خدمة أخيه الإنسان، وعلى وجه الخصوص أكثر البشر ضعفاً ومعاناة مع الفقر والمرض والجهل والتغييب التام من العالم في شكل مؤذٍ. إنسان استطاع أن يتجاوز كل ظروف العصر ومغرياته وحياته الكريمة من أجل أن يكون صديقاً لكل فقير ومحتاج في كل مكان، وخصوصاً القارة السوداء التي لا يجهل أحد معاناة شعوبها. من أعظم الأعمال الإنسانية وأجلها مساعدة الناس في كل مكان والتضحية من أجل إدخال السرور والفرح على قلوب الآخرين، أو على أقل تقدير تخفيف معاناة أو همٍّ أحرق قلوبهم. من يقرأ سيرة هذا الإنسان الجميل الفذ النقي في روحه وأخلاقه والتزامه بمبادئه وتنازله عن الكثير والكثير من متع الحياة الكريمة، يجد أنه يقرأ سيرة مخلوق ملائكي جميل يعيش فوق الواقع بمراحل يتجاوز أبناء عصره. سياسته العمل والوصول إلى الهدف بعيداً عن كل المعوقات والانشغال بالمسائل الكلامية الضارة، ينفق روحه وجهده وماله وكل شيء يستطيع بذله من أجل خدمة الإنسان وخصوصاً الإنسان الأفريقي. وكان له نتاج معرفي جميل ومميز. صدرت له أربعة كتب منها: «لبيك أفريقيا»، «دمعة على أفريقيا»، إضافة إلى مجموعة من البحوث وأوراق العمل ومئات المقالات التي نشرت في صحف مشهورة. تولى منصب الأمين العام لجمعية مسلمي أفريقيا عام 1981، وما زال على رأس الجمعية بعد أن تغير اسمها إلى جمعية العون المباشر في 1999. وكذلك شارك في تأسيس ورئاسة جمعية الأطباء المسلمين في الولاياتالمتحدة وكندا 1976. كما شارك في تأسيس فروع جمعية الطلبة المسلمين في مونتريال 1974- 1976، ولجنة مسلمي ملاوي في الكويت 1980، واللجنة الكويتية المشتركة للإغاثة 1987، وهو عضو مؤسس في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، وعضو مؤسس في المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، وعضو في جمعية النجاة الخيرية الكويتية، وعضو جمعية الهلال الأحمر الكويتي، ورئيس تحرير مجلة الكوثر المتخصصة في الشأن الأفريقي، وعضو مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية في السودان، وعضو مجلس أمناء جامعة العلوم والتكنولوجيا في اليمن، ورئيس مجلس إدارة كلية التربية في زنجبار، ورئيس مجلس إدارة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في كينيا. كان جهد ونشاط الدكتور السميط يتركز في لجنة مسلمي أفريقيا بعد أن وضعت أسساً خيرية تنطلق في مسارات عدة منها: من أجل أن تمسح دمعة يتيم مسلم، ومن أجل رعاية قرية مسلمة تعليمياً أو صحياً أو اجتماعياً، ومن أجل حفر أو صيانة بئر مياه للشرب، ومن أجل بناء أو صيانة مدرسة، أو من أجل رعاية الآلاف من المتشردين، ومن أجل مواجهة عمليات التنصير المستمرة، ومن أجل استمرارية العمل الخيري الإسلامي. وكان اهتمامه بأفريقيا بعد أن أكدت دراسات ميدانية للجنة أن ملايين المسلمين في القارة السوداء لا يعرفون عن الإسلام إلا خرافات وأساطير لا أساس لها من الصحة، غير عمليات التنصير المنتشرة في القارة. وهناك الكثير من الحالات المرصودة تحولوا إلى النصرانية بعد أن كانوا مسلمون بسبب الحاجة والفقر والجوع والجهل.. إنها سيرة تستحق الدراسة وتدريسها للجيل كقدوة رائدة في العمل الإنساني الدولي، والحروف تبقى أضعف من التعبير عن سيرته الثرية. * كاتب سعودي. [email protected] alzghaibi@