أجمعت المواقف اللبنانية أمس على التنديد بتفجير الرويس في الضاحية الجنوبية لبيروت. واتهم رئيس المجلس النيابي نبيه بري «العدو الاسرائيلي الذي يتربص بلبنان الدوائر لخلخلة وضرب عناصر الوحدة الوطنية التي شكلت عناصر انتصار لبنان في مثل هذه الايام من العام 2006». ولفت الى ان «هذه الجريمة الدموية التي تهدف لايقاع الفتنة تستدعي من اللبنانيين وقياداتهم الروحية والمدنية اليقظة والوحدة واتخاذ الأهبه الوطنية لمواجهة الاستحقاقات والتحديات المفروضة على وطننا». داعياً الجميع الى «رفع منسوب الحذر». وتلقى بري اتصالاً من الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري عبّر خلاله وفق بيان لمكتبه الاعلامي، عن تعازيه الحارة له ولعائلات الضحايا، مشدداً على «أهمية تضافر الجهود في سبيل درء المخاطر التي تتهدد لبنان ومعالجة أسباب الاحتقان السائد وعقلنة الخطاب السياسي في مواجهة الاوضاع الدقيقة التي تمر بها البلاد». ودان الرئيس السابق للحكومة سليم الحص الانفجار، وقال: «لبنان برمته يتضور ألماً بفعل ما حصل، وجاء هذا الحادث ليؤكد مجدداً انكشاف هذا البلد الصغير على عواقب وتداعيات أشرس الأعمال الإرهابية التي تشن عليه. وآن الآوان لإعادة النظر في كيفية التصدي لمثل هذه الجرائم التي تهدف إلى إزكاء الفتنة والتي يستفيد منها العدو». وأكد رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون ان «من يقومون بهذه الأعمال ليسوا من طينة البشر، إنما حيوانات متحركة لها شكل البشر». وقال: «لا نستطيع أن نبرئ أحداً ولا أن نتهم أحداً أيضاً، طالما أن الجميع بتصرفاتهم وتصريحاتهم يغطون كل هذه الأعمال التي تحصل. جميعنا مسؤولون عن الخطاب المتطرف ويجب أن نلغيه من حديثنا، ومهما كان الخلاف كبيراً، يجب أن نكون قادرين على الجلوس إلى الطاولة والتكلم مع بعضنا بعضاً». واعتبر أنه «حتى لو اسرائيل تعمل لتضرب وتنفيذ الاعمال الارهابية لكن هذا الامر لا يتم الا بوجود يد عاملة لذلك». ورأى أن «ليس فقط أجهزة المخابرات تعمل، واللعبة مشغولة على نطاق عالمي»، معتبراً أننا «دخلنا في مرحلة الارهاب في لبنان الذي اذا ما دخل سيفقد الناس عقولها». ودان نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري العمل الذي وصفه ب «الإرهابي»، معتبراً أنه «أعاد إلى الأذهان الأعوام السود التي عاشها اللبنانيون بكل فئاتهم ومناطقهم». ورأى أن «شعور اللبنانيين اليوم تختصره عبارة واحدة: كلنا ضاحية وكلنا ضحايا». وأضاف: «في الوقت نفسه، كلنا ضحايا الممارسات التي تقوض الدولة والمؤسسات، وضحايا السياسات غير المسؤولة التي تقحم لبنان في الحريق الإقليمي، وتورِطه في نزاعات لا مصلحة له فيها». ودان النائب السابق لرئيس الحكومة النائب ميشال المر «الجريمة الارهابية»، معتبراً انها «لا تستهدف منطقة أو طائفة معينة، وانما تستهدف كل المناطق والطوائف وتستدعي تكاتفاً وطنياً عاماً في هذه المرحلة الصعبة لمواجهة التحديات وحماية لبنان وشعبه والحفاظ على الامن والاستقرار». ورأى وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي في تصريح «ان التفجير حلقة من ضمن مخطط الفتنة وهو امتداد لحرب تموز، التي بشرتنا وزيرة خارجية اميركا وقتها كوندوليزا رايس انها بداية الفوضى الخلاقة في المنطقة». وأكد ان مواقف المسؤولين اللبنانيين «ضربت الفتنة عبر التضامن مع اهالي الضاحية، وعلينا العودة الى ما قاله الرئيس المكلف بتشكيل حكومة المصلحة الوطنية». ودان النائب مروان حماده «التفجير الارهابي الآثم الذي اصاب كل لبنان الذي لا يألو جهداً للبقاء في منأى عما يعصف محيطه من اخطار وتحديات تتهدد وحدته وكيانه ومؤسساته». وأمل ان تكون «دماء اخوتنا الشهداء حافزاً للجميع كي ينخرطوا في مشروع انقاذي لوطننا مما يخطط له من انقسامات وفتن، وعنوانه حكومة مصلحة وطنية قادرة ومتمكنة، تؤسس لحال من التلاقي والحوار تحت رعاية رئيس الجمهورية». وعبر النائب بطرس حرب عن حزنه، متمنياً على «القوى الأمنية الاضطلاع بدورها كاملاً لكشف المرتكبين ومعاقبتهم». وقال: «إن ما جرى يستدعي وقفة وطنية ومواجهة موحدة لهذا النوع من المخاطر من خلال تشكيل حكومة جديدة تتحمل مسؤوليتها».