باريس - أ ف ب - شكل إفلاس «بنك ليمان براذرز» الأميركي في 15 ايلول (سبتمبر) عام 2008 ، محطة محورية في أزمة الاقتصاد التي اندلعت في الولاياتالمتحدة لتعم العالم، وسبقته وتلته تحليلات وتوقعات كثيرة كذبتها الوقائع في شكل لافت. إذ اعتبر المدير العام لمصرف «بي أن بي باريبا» بودوان برو في السادس من آب (أغسطس) 2008 ، أن الأزمة «ولو كانت مستمرة، فهي تأخذ منحى أراه اقل خطورة»، داعياً إلى «عدم الإسراف في التشاؤم». وفي الأول من أيلول من العام ذاته، لم يرَ رئيس مجموعة بلدان اليورو (يوروغروب) جان كلود يونكر، «أخطاراً بحصول انكماش حقيقي في أوروبا». وفي التاسع من الشهر ذاته، رجّح مساعد المدير العام لصندوق النقد الدولي جون ليبسكي، أن «يسجل الاقتصاد العالمي مزيداً من التباطؤ في النصف الثاني من عام 2008 ، قبل أن ينتعش تدريجاً عام 2009». وقال رئيس وزراء كندا ستيفن هاربر في منتصف أيلول: «لو كنا سنشهد انهياراً او انكماشاً، لكان ذلك حصل على الأرجح قبل الآن». وفي التاريخ ذاته، قال الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف: «لسنا في وضع أزمة أو ما قبل أزمة». وأكد المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية جون ماكين، أن «ركائز اقتصادنا الأساسية لا تزال متينة». فيما أوضحت وزيرة الاقتصاد الفرنسية كريستين لاغارد، أن «التزامات مؤسسات التسليف الفرنسية لدى مجموعة «ليمان براذرز» تبقى محدودة». يُذكر أن المصارف الفرنسية تكبّدت خسائر قاربت بليوني يورو بسبب إفلاس المصرف. في أيلول، توقع وزير المال الألماني بير شتاينبروك، أن تكون «عواقب (الأزمة) المحتملة محدودة بالنسبة إلينا». واليوم تتوقع برلين تراجعاً في الناتج الداخلي الإجمالي لهذه السنة نسبته 6 في المئة ، ما يشكل أكبر انكماش في الاقتصاد الألماني منذ مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية. وكانت التوقعات بالنسبة إلى «بنك فورتيس» مغايرة للواقع أيضاً، إذ أوضح مسؤولون فيه في نهاية أيلول، أن «ليس مطروحاً على الإطلاق إفلاس المصرف». وبعد يومين، أنقذت بلجيكا وهولندا ولوكمسبورغ المجموعة البلجيكية الهولندية من الإفلاس بضخ 11.2 بليون يورو في شكل فوري. في الثالث من تشرين الأول (اكتوبر) 2008، أكد الناطق باسم الحكومة الفرنسية لوك شاتيل، أن «ليس وارداً (وضع خطة انعاش) لأن ماليتنا العامة لا تسمح بذلك». وأعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بعد شهرين، خطة انعاش بقيمة 26 بليون يورو. وبدا الرئيس السابق لصندوق النقد الدولي ميشال كامدوسو في السابع من تشرين الأول (اكتوبر)، مقتنعاً بأن العالم «سيتجنّب الانكماش بفضل الحيوية الآسيوية».