لفت رواد معرض الرياض للكتاب صدور كتاب «ضد الحرية... أنسنة الخطاب الديني والسياسي» للكاتب سعود البلوي، عن دار «طوى» للثقافة والإعلام وتوزيع دار الجمل. والكتاب، الذي يقع في 257 صفحة وشهد إقبالاً، يحتوي على خمسة فصول (ثقافتنا، الفكر الديني، الإسلام السياسي، الإنسان والحرية، المجتمع المدني) ويشخص المؤلف حال الثقافة العربية ويحرض على النقد، من خلال اختراق المسكوت عنه، فيورد قضايا عدة تهم مختلف الشرائح في السعودية والعالم العربي والإسلامي، كقضية «الإرهاب» التي طرح حولها تساؤلاً إشكالياً: كيف وصل المجتمع السعودي الى هذه المرحلة الخطرة من التشدد والتزمت؟ ويرى أن الخلايا الإرهابية هي تفريخ منطقي للفكر الديني المتشدد، «الذي ما زال حتى وقت قريب يتعمّد إثارة الرأي العام ضد الثقافة والمثقفين»، ويؤكد أن أصحاب هذا الفكر يمارسون «إرهاباً ثقافياً» ويشير مرات إلى شواهد رُشق بها المثقفون بتهم التخوين والتكفير، ومن ذلك ما شهدته الساحة السعودية من مساجلات فكرية بين فريق يتهم آخرين بأنهم ينتمون لتنظيم سري يتسول أبواب السفارات الأجنبية، وآخر يؤكد أن «الإرهاب» هو نتيجة لهذا الفكر المتطرف، الذي ينفي الآخر القريب ويقصيه في المجتمع السعودي. ويتضمن «ضد الحرية» جرعة مضغوطة من «التنوير» جديرة بالتأمل «إذ لا يحتاج الباحث عن قراءة واقع الثقافة إلى التنقيب كثيراً، في نماذج للمعضلات الاجتماعية والدينية والسياسية، التي أصبحت تشكل خطراً على الإنسان العربي»، ومن هنا نبعت دعوة المؤلف إلى ضرورة تكريس «الأنسنة» في الخطاب الديني والسياسي المعاصر، من خلال تشريح عميق غاص في عتمة المحاور الحساسة، التي تمس المواطن العربي والمسلم، وزادت البلاد الإسلامية تردياً، بمضي الوقت وآلت فيه أوضاعها إلى موجة عارمة من التخلف. يقول البلوي في خاتمة كتابه: «أعتقد أن تقدم العالم واتساع آفاقه مثّل صدمة حضارية لمجتمعاتنا الإسلامية، التي ازدادت اشتياقاً ونكوصاً لماضيها، فاشتدت مقاومتها لهذا التقدم عن طريق الرفض المسبق والتشبث بالتخلف».