نفت ليبيا للمغرب أن يكون زعيم جبهة «بوليساريو» محمد عبدالعزيز دُعي إلى المشاركة في احتفالات طرابلس بالذكرى الأربعين ل «ثورة الفاتح من سبتمبر» بصفته رئيس «الجمهورية الصحراوية»، بعدما تسبب حضوره في انسحاب الوفد المغربي الذي كان يقوده رئيس الوزراء عباس الفاسي. وأكد بيان لوزارة الخارجية المغربية أن وزارة الخارجية الليبية أوضحت لسفارة الرباط في طرابلس، أن حضور محمد عبدالعزيز كان بهدف المشاركة في القمة الطارئة للاتحاد الأفريقي، باعتبار «الجمهورية الصحراوية» عضواً في الاتحاد، و «لم يكن مدعواً للاحتفالات»على رغم إبدائه الرغبة في المشاركة فيها «في حال وجهت إليه الدعوة». وأشارت طرابلس في توضيحاتها إلى أن الدول التي دعيت إلى المشاركة رسمياً كانت وفودها تضم الرؤساء أو من يمثلهم ووحدة عسكرية وفرقة فنية، «وهو ما لم يحدث بالنسبة إلى الجمهورية الصحراوية»، في إشارة إلى ضمانات اتفقت عليها ليبيا والمغرب لدى توجيه الدعوة إلى الرباط، وركزت على التفريق بين المشاركة في قمة الاتحاد الأفريقي والاحتفالات الرسمية. ورأت الخارجية الليبية أن «ما حصل لا يخرج عن هذا التوضيح»، وان «أي ملابسات فهمت من طرف الأشقاء في الحكومة المغربية»، ربما كانت ناتجة عن بعض الإشكالات البروتوكولية «غير المقصودة». وعزت ذلك إلى ارتفاع أعداد الضيوف المدعوين و «ارتباكات تقع في مثل هذه المناسبات». ونفت وجود أي «أبعاد سياسية» وراء الحادث، مجددة حرصها على «استمرار ودعم وترسيخ علاقات الأخوة والاستراتيجية بين البلدين الشقيقين في المجالات كافة». وكان الوفد الرسمي المغربي انسحب من منصة الاحتفالات مع فرقة من المشاة والمظليين كانت تشارك في عرض عسكري، احتجاجاً على مشاركة زعيم «بوليساريو». واعتبرت الرباط هذا التصرف «غير ودي وجارح للمشاعر الوطنية للشعب المغربي»، وعابت على ليبيا «تملصها» من الضمانات التي تعهدتها. وطلبت توضيحات حول «دواعي وملابسات الحادث المؤسف». وتزامن ذلك مع إلغاء وفود من الأحزاب السياسية المغربية زيارة كانت مقررة لليبيا. ورهنت زعامات سياسية ذلك ب «اعتذار» طرابلس. غير أن مراقبين يرون أن السرعة التي صدر بها التوضيح الليبي، وإن وُجّه إلى السفارة المغربية في طرابلس وليس إلى الخارجية في الرباط، ينم عن رغبة في تطويق مضاعفات أي تدهور في علاقات البلدين، على رغم أن ليبيا أبدت انزعاجها من حملات شنتها بعض الصحف المغربية ضد العقيد معمر القذافي وارتفعت حدتها بعد انسحاب الوفد من الاحتفالات. على صعيد آخر، أمر المدعي العام في محكمة الاستئناف في الرباط بفتح تحقيق مع مديري أسبوعيتي «الأيام» و «المشعل» بتهمة نشر أخبار زائفة عن صحة الملك محمد السادس على خلفية الوعكة الصحية التي تعرض لها قبل أيام. وكان مدير نشر صحيفة «الجريدة الأولى» علي انوزلا تعرض لتحقيق مماثل دام ساعات حول «استناده إلى مصدر مجهول» في الحديث عن نوعية مرض الملك وطرق علاجه. وهذه المرة الأولى التي يفتح فيها الإدعاء العام تحقيقاً يطاول ثلاث صحف. وسبق للملك أن ألغى متابعة قضائية ضد أسبوعية اتهمته بتلقي رشاوى في قضية التنقيب عن النفط في منطقة تالسينت شرق البلاد.