أخيراً... بعد طول انتظار، تمكن المتابع الرياضي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من معرفة وجهته «التلفزيونية» عقب إعلان قناة الجزيرة الرياضية فوزها بحقوق نقل الدوري الإنكليزي الممتاز الذي يُعد الأقوى في العالم من ناحية التنافسية والمداخيل المادية، وهي المرة الأولى التي سيظهر بها شعار «الأسد الرياضي» على شاشة قنوات الجزيرة بعد أن ظهر من قبل على قنوات «أوربيت» و«شوتايم» ومن ثم «أبوظبيالرياضية». وحملت رحلة الجزيرة نحو الفوز بحقوق النقل مصاعب عدة، خصوصاً بعد المنافسة الشرسة من قنوات أبوظبيالرياضية التي خسرت الدوري الذي احتكرته في الأعوام الثلاثة الماضية، قدمت من خلالها تغطية لافتة. وقبل أيام قليلة من إنطلاق المسابقة الأقوى في العالم، ينتاب بعض المتابعين الشك في قدرة «الجزيرة» على مواصلة التغطية المميزة التي ظهرت بها «أبوظبيالرياضية»، أو التفوق عليها، خصوصاً وأن هنالك عوامل عدة ساعدت «أبوظبي» على الظهور في الشكل المميز، أهمها أن «البريميرلييغ» الدوري القوي الوحيد الذي كانت تحتكره القناة، ما جعلها تضع كامل ثقلها الإنتاجي من أجل خروجه مميزاً، ما قاد إلى وفرة في البرامج والاستديوهات الخاصة بالمسابقة. على الجانب الآخر، ستنقل قنوات الجزيرة الرياضية الدوري الإنكليزي الممتاز، في الوقت الذي تمتلك فيه القناة حقوق العديد من دوريات كرة القدم، أهمها الإسباني والإيطالي والفرنسي والهولندي والبرتغالي والاسكتلندي، إضافة إلى بطولة «أبطال أوروبا» و«أبطال آسيا»، ذلك كله يصادف استعدادات القناة لنقل التظاهرة الأكبر عالمياً «كأس العالم 2014» لكرة القدم الصيف المقبل، هذا العدد الهائل من المسابقات يجعل من مهمة الخروج بالتغطية ذاتها التي ظهرت بها «أبوظبيالرياضية» أمراً أشبه ما يكون معقداً بالنسبة للجزيرة، خصوصاً في ظل ضيق الوقت بين إعلان الفوز بحقوق النقل والبداية الفعلية لمنافسات الدوري الإنكليزي. بدوره، منح نبأ انتقال الدوري الإنكليزي السعادة لعشاق كرة القدم الذين أثقلت كاهلهم متابعة الدوريات العالمية على قناتي «أبوظبي» و«الجزيرة» في ظل المبالغ المالية التي توزعت على القناتين، أما حالياً فإن الاشتراك في قنوات الجزيرة سيختصر كثيراً على المتابع، خصوصاً وأنه يجمع أبرز وأهم الدوريات العالمية، بل ربما لخّص حكاية كرة القدم في شاشته. ومن ناحية اقتصادية، لا شك أن المتابع سيفضّل قنوات «الجزيرة» على «أبوظبي»، وبخاصة أن الأولى لا تشترط جهاز «رسيفر» خاصاً بها كما كان يُعمل به في الثانية، إضافة إلى قيمة الاشتراك التي تقل كثيراً عما كانت عليه في «أبوظبي»، فضلاً عن وفرة المسابقات الرياضية سواء على صعيد كرة القدم أم غيرها. التحدي الأكبر ل«الجزيرة» يبقى في قدرتها على تغطية الدوري الأقدم والأكثر بروزاً على الصعيد العالمي من الناحية البرامجية، وأن تغدق على متابعيها بعديد من البرامج والاستديوهات الخاصة بهذه المسابقة العريقة.