انتعشت السياحة في جدة خلال إجازة عيد الفطر، وسجل قطاع الإيواء نسب إشغال عالية بلغت 100 في المئة في كثير من الفنادق والشقق المفروشة، وتزامن مع ذلك قفزة كبيرة في الأسعار. وساعدت الأزمات السياسية التي تعيشها دول سياحية شهيرة كانت مقصداً دائماً للسياح السعوديين في الانتعاشة التي شهدتها جدة، إذ فضل الكثيرون عدم السفر وقضاء الإجازة داخلياً. وقدّر عضو اللجنة السياحية في «غرفة تجارة جدة» محمد الخطيب في حديثه إلى «الحياة» معدل ارتفاع أسعار قطاع الإيواء في المدينة الساحلية بما يراوح بين 50 و100 في المئة، لافتاً إلى امتلاء كامل الفنادق والشقق المفروشة بسبب الإقبال الكثيف الذي تواجهه. وقال الخطيب: «استقطبت جدة عدداً كبيراً من السياح خلال فترة العيد لأسباب عدة، منها ما تمر به الدول التي تحتضن مدناًَ سياحية شهيرة من أزمات سياسية، كما أن موعد عودة الدراسة جعل مدينة جدة اختياراً سياحياً لكسب المزيد من الوقت». وأوضح أن انتعاش قطاع الإيواء لا يشمل كل جدة، فدور الإيواء في أقصى شمال مدينة جدة لا تحظى بالانتعاش الذي يعيشه القطاع وسط المدينة، وذلك لبعدها عن وسط المدينة، إلا أن المستقبل يحمل لشمال جدة أنباء سارة، خصوصاً أنه سيحتضن أطول ناطحة سحاب في العالم، والتي سيشيدها رئيس شركة المملكة القابضة الأمير الوليد بن طلال. من جهته، رأى عضو اللجنة السياحية في «غرفة تجارة جدة» الدكتور حمد البشري، أن قطاع الإيواء في مدينة جدة سجل ارتفاعاً ملحوظاً في فترة العيد وزادت الأسعار، مشيراً إلى أن ارتفاع الأسعار لا يخضع لعمليتي العرض والطلب بقدر اعتياد مسؤولي القطاع على رفع الأسعار خلال مواسم الأعياد. أما المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار في منطقة مكةالمكرمة محمد العمري، فأشار في حديثه إلى «الحياة» إلى أن الهيئة خصصت فرق مناوبة تعمل ميدانياً في العيد لمراقبة الفنادق والوحدات السكنية المفروشة، لافتاً إلى أن الهيئة تسعى جاهدة مع شركائها لابتكار وتنظيم ومساندة كل المهرجانات والفعاليات المقامة في المنطقة. من جهته، أبدى محمد اليمني وهو من زوار مدينة جدة خلال فترة العيد، استياءه من الارتفاع المبالغ في أسعار بعض الشقق المفروشة، وقال إن «إيجار الليلة الواحدة في شقة مكونة من غرفتين في بناية متواضعة بلغ 500 ريال، بينما تؤجر في غير المواسم بنصف المبلغ»، مشيراً إلى افتقار هذه الشقق لخدمات جيدة. أما عبدالله الحربي وهو أحد قاطني مدينة جدة، فاستغرب من ارتفاع الأسعار، على رغم وجود غرف شاغرة في فنادق فاخرة بجدة، وتساءل عن سبب هذا الارتفاع الموسمي الهائل. ويشير عبدالرحمن القرني إلى أنه توجه لقضاء ليلة العيد بصحبة أسرته في إحدى الاستراحات الواقعة شمال جدة، وبلغت قيمة إيجارها نحو 2300 ريال، وقال إن هذا سعر مبالغ فيه جداً، موضحاً أن سعرها في الأيام العادية لا يزيد على 1600 ريال، لكن أصحاب الاستراحات والشاليهات استغلوا موسم عيد الفطر، ورفعوا الأسعار.