تبنى تنظيم «دولة الإسلام في العراق والشام» التابع لتنظيم «القاعدة» امس، سلسلة التفجيرات المروعة التي ضربت مدناً عراقية عدة وراح ضحيتها اكثر من 300 قتيل وجريح، في وقت أعلنت وزارة الخارجية الأميركية مكافأة عشرة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي. إلى ذلك قتل أمس ستة عراقيين في هجمات متفرقة وجرح 12 على الأقل في آخر أيام عطلة عيد الفطر. وشهدت مدن عراقية مختلفة أول من امس، موجة تفجيرات كان أبرزَها في بغداد، حيث سقط ما يقارب ال50 قتيلاً بانفجار سبعة سيارات مفخخة، فيما استهدفت التفجيرات مجدداً قضاء طوزخرماتو في محافظة صلاح الدين. وأفاد بيان لتنظيم «القاعدة» أمس، أن «الأرض اشتعلت تحت أقدام الرافضة، وهلكت وجُرحت العشرات منهم بسيارات مفخخة دكت مناطقهم ثأراً لأهل السنة». ودانت الولاياتالمتحدة التفجيرات، وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية جنيفر بساكي في بيان، إن «الاعتداءات التي استهدفت بغداد ومناطق العراق الأخرى جبانة استهدفت عائلات كانت تحتفل بعيد الفطر». واعتبرت أن «الإرهابيين الذين ارتكبوا هذه الاعتداءات أعداء الإسلام، وأعداء مشتركون للولايات المتحدة والعراق والمجتمع الدولي». وأعلنت بساكي رصد «عشرة ملايين دولار مكافأة لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال أو قتل أبو بكر البغدادي». وتابعت أنه «تبنى شخصياً هجمات إرهابية في العراق منذ 2011، وتبنى الهجوم على سجن أبو غريب خارج بغداد، والهجوم الانتحاري على وزارة العدل وغيرها من هجمات استهدفت قوات الأمن والمدنيين»، مشيرةً إلى أن هجمات مماثلة وقعت خلال الشهرين الماضيين تحمل بصمات تنظيم «القاعدة» في العراق. إلى ذلك، اعتبر رئيس البرلمان أسامة النجيفي العمليات الأمنية «دعاية إعلامية ومحاولة غير موفقة للتغطية على الخروق والإخفاقات المتكررة». وقال النجيفي في بيان إن «الوعود التي أطلقتها الأجهزة الأمنية والخطط والإستراتيجيات الجديدة في عيد الفطر المبارك لتوفير أجواء آمنة للمواطنين، لا تتعدى كونها محض دعاية إعلامية ومحاولة غير موفقة للتغطية على الخروقات والإخفاقات المتكررة التي كبدت العراق خسائر جسيمة في أرواح مواطنيه وممتلكاتهم». ودان «التفجيرات الإجرامية الآثمة التي استهدفت أهلنا وأحباءنا في بغداد ومحافظات أخرى وراح ضحيتها مواطنون أبرياء عزل»، مبدياً استغرابه «حالة الضعف والتدهور المزرية التي آل إليها الأمن في العراق، بعد أن لازم الوهن المستمر قدرة وفاعلية الأجهزة الأمنية». في هذه الأثناء وجه رئيس الحكومة نوري المالكي،امس بتنفيذ عملية أمنية جديدة في منطقة الجزيرة في الأنبار لملاحقة المسلحين. وجاء في بيان للقيادة العامة للقوات المسلحة، أن «قيادة العمليات في الأنبار والجزيرة ونينوى، بتوجيه من القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي، شرعت بعملية واسعة في منطقة الجزيرة»، مبيناً أن هدف العملية هو «التفتيش عن الإرهابيين ومخابئهم». وعلى رغم كل الإجراءات الأمنية التي تعلنها الحكومة، قتل أمس ستة عراقيين، ففي الحلة (100 كلم جنوب بغداد) قال ضابط برتبة ملازم أول في الجيش إن «ثلاثة جنود بينهم ملازم أول قتلوا وأصيب تسعة آخرون بانفجار عبوة ناسفة استهدف دورية للجيش». وفي بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد) قال ضابط برتبة مقدم في الشرطة إن «اثنين من عناصر الصحوة قتلا وأصيب مثلهم في هجوم مسلح استهدف نقطة تفتيش في ناحية بهرز» الواقعة على بعد عشرة كيلومترات جنوب بعقوبة. وفي هجوم آخر في الموصل (350 كلم شمال بغداد)، قال الملازم أول إن «مدنياً تجاوز نقطة للتفتيش في حي الرسالة جنوبالمدينة بسرعة رغم تحذيرات قوات الأمن، ما دفعها إلى إطلاق النار عليه وقتله». وأضاف: «أصيبت امرأة من طائفة الشبك جراء انفجار عبوة لاصقة عند باب منزلها في حي الجزائر، في شرق الموصل». من جهة أخرى، اعتبرت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، الهجمات الدامية «جرائم ضد الإنسانية». وقال نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جو ستورك في بيان: «تقدم هجمات 29 تموز (يوليو) التي تأتي على رأس هجمات مروعة أخرى في الأشهر الأخيرة، دليلاً جلياً على أن تنظيم القاعدة في العراق يرتكب جرائم ضد الإنسانية». وأضاف: «لا يمكن أي سبب سياسي أن يكون مبرراً لحملة القتل التي تتم على نطاق واسع ومنظم».