يقول الشاعر العربي: «كَيِّت جَهازَكَ إِمَّا كُنْتَ مُرْتَحِلاً.. إِني أَخافُ على أَذوادِكَ السَّبُعا».. وعند إسقاط هذا البيت على العصر الحاضر يمكن القول إن لسان حال الشاعر العربي قبل قرون عدة يحذر الهلاليين من حضور الشابة كيت دورنيل (20 عاماً) إلى درة الملاعب «إستاد الملك فهد» الليلة لتشجيع فريقها ويسترن سيدني، والتي يعني اسمها في المعجم العربي «فعل»، والذي يخشى أن يكون فعلاً لا يسير على ما تشتهي سفن الهلاليين. وربما تكون هناك أكثر من كيت دورنيل في مدرجات الفريق الأسترالي ويسترن سيدني خلال لقائه نادي الهلال السعودي بملعب إستاد الملك فهد «درة الملاعب» - كما يصفه السعوديون - لكن رسمياً وحتى اللحظة، يمكن القول إن النهائي القاري الليلة سيشهد احتشاد 61.999 رجلاً لمؤازرة الفريقين، وامرأة واحدة. وعلى رغم أن الأنظمة السعودية تحظر وجود نساء في مدرجات ملاعب كرة القدم حتى الآن، بيد أن حضور المشجعة الأسترالية كيت دورنيل من رابطة مشجعي الفريق الأسترالي ذي القمصان المخططة بالأحمر والأسود، ستكسر هذه الأنظمة في نهائي قاري سيلفت أنظار نصف سكان القارة الصفراء الليلة. ووجود المشجعة الأسترالية داخل «درة الملاعب» السعودية الليلة سيثير حفيظة السعوديات اللائي ما زلن ممنوعات رسمياً من دخول ملاعب بلادهن، على رغم أن حضورهن في الملاعب الإقليمية والدولية أصبح لافتاً خلال الأعوام القليلة الماضية، إذ سجلت بطولات كأس الخليج لكرة القدم أول حضور لمشجعات سعوديات في المدرجات. وبحسب إدارة النادي الأسترالي في تصريحات صحافية أخيرة، فإن حضور المشجعة الأسترالية للأراضي السعودية تم بعد سلسلة من الإجراءات الرسمية المتمثلة في الحصول على تأشيرة دخول (فيزا)، واصطحاب محرم. وشاءت الظروف السعيدة بالنسبة لكيت، أن يكون والدها من أنصار الفريق الأسترالي المتحمسين، ما جعل شرط «المحرم» متوافراً لها للدخول إلى السعودية، والحضور في ملعب سعودي لا يشهد وجود الإناث إلا نادراً. وستحضر الأسترالية كيت الليلة برفقة 13 رجلاً من مشجعي فريقها المفضل في مدرجات ملعب الدرة، الذي سيكتسي بزرقة السماء وبياض السحاب، إذ تكفلت إدارة النادي حديث الولادة (لا يتجاوز عمره عامين) بمصروفات سفرهم وإقامتهم في الرياض.