لم توفق أمانة الرياض في عرض كوميديا الموقف (أستاند آب كوميدي)، الذي قدمته للجمهور المتعطش للاحتفال في عيد الفطر المبارك مساء أول من أمس، إذ كانت الإيحاءات الجنسية الخادشة للحياء حاضرة بقوة في الفقرة الأولى التي قدمها فادي الشهري، خصوصاً أن حضور الأطفال كان كبيراً. واستهجن عدد من الآباء العروض المقدمة ضمن الفعاليات، التي أقيمت في الصالة الرياضية المغلقة في مجمع الأمير فيصل بن فهد الأولمبي، طرح مثل هذه الألفاظ أمام الحضور، فكيف وأن غالبية الحضور هم من صغار السن. وشهدت الفقرة الافتتاحية للمقدم الكوميدي فادي الشهري صدمة للحضور، نظراً لما احتوته تعليقاته من مفردات نابية وسخرية من العمالة ومن بعض المشاهير. وقالت أمانة منطقة الرياض في رد على سؤال «الحياة» عن موقفها مما حدث: «نحرص في شكل كامل على الالتزام بتقاليد وأخلاقيات المجتمع السعودي النابعة من تعاليم الإسلام وآدابه في جميع الفعاليات، ورفضنا لأي خروج على الآداب العامة، أو تجاوز لتقاليد المجتمع وأخلاقياته في كل الفعاليات المخصصة للعائلات أو الشباب والنساء والأطفال». وأشارت الأمانة إلى أن جميع الفعاليات بما في ذلك الأعمال المسرحية وعروض أستاند آب كوميدي تتم مراجعة تفاصيلها قبل اعتمادها، وإجازة تقديمها إلى الجمهور في احتفالات العيد، والتأكد تماماً من عدم تعارضها أو تجاوزها للآداب العامة وأخلاقيات المجتمع، وتطبيق إجراءات حاسمة في حق المتعهد أو الأشخاص المسؤولين عن كل فعالية في حال حدوث أية مخالفة أو خروج على النص المعتمد، واستبعاد الفعالية مباشرة في العروض المقبلة. وأوضحت الأمانة في تعليق على ما حدث من تجاوز أحد المشاركين في عروض أستاند آب كوميدي، أن ذلك تصرف فردي ومخالفة لما تم إجازته للعرض واستغلال لطبيعة العروض التي تقوم على الارتجال والخروج على النص. وكشفت الأمانة عن وجود لجان لمتابعة الفعاليات في شكل متواصل في جميع مواقع احتفالات العيد لرصد أي مخالفات أو تجاوزات وإيقافها بصفة فورية واتخاذ الإجراء المناسب، بما في ذلك إيقاف الفعالية واستبعاد من يثبت تجاوزه لما تم اعتماده من نصوص أو عروض ترفيهية. ولفتت الأمانة إلى أنه تم اتخاذ الإجراء المناسب لضمان عدم حدوث مثل هذه المخالفات في العروض المقبلة. والتقت «الحياة» عدداً من الآباء بعد انتهاء فعاليات «أستاند آب كوميدي»، وقال محمد الغامدي إن ما تم تقديمه لا يعدو كونه ألفاظاً بذيئة لم تكن موجودة العام الماضي، كما لم يكن هذا الإسفاف موجوداً، وهو ما جعلني أحضر أطفالي وابنتي ذات ال 12 ربيعاً، وأضاف: «ندمت أشد الندم»، في حين استغرب سلطان المطيري ما تم تقديمه، وقال: «كنت أراقب أخي ناصر الذي لا يتجاوز الأعوام العشرة هل فهم ما يقال أم لا؟»، وأضاف: «أنا أول مرة أحضر، وكنت أسمع دوماً عن الأستاند آب كوميدي، وأتشوق لحضوره، ولكن بعد أن سمعت اللغة والتهريج المقدمين فيه، لن أحضر مطلقاً لمثل هذا النوع من العروض»، ووافق سعيد سليم وأحمد العواد ما قاله بعض الآباء عن عدم حضورهم مرة أخرى بأبنائهم لمثل هذا النوع من العروض. ولم تكن جميع الفقرات المقدمة بهذا السوء، إذ لم يقدم البحريني وضاح سوار ما يخدش الحياء إلا في نكتة وحيدة، نالت من أصحاب العضلات في النوادي، إذ شبههم بأنهم رجال من الخارج ونساء من الداخل، بيد أنه لقي ترحيباً واستحساناً من الجمهور على بقية الطرائف التي قدمها. ونال الكوميدي عبدالله السعيدان الحظوة الأكبر من تصفيق الجمهور، إذ إن كل ما قدمه لم يخرج عن الذوق العام، ومن بين الطرائف التي قدمها تشبيهه الطالب وقت الاختبارات، وكأنه مدافع نادي الهلال ماجد المرشدي بين عشر نسخ من مهاجم نادي ريال مدريد كريستيانو رونالدو، كما سخر من بطء قطار الرياض – الدمام وتوقفه لعبور الجمال، وعلق على بعض الأندية الرياضية ونظام مراقبة المركبات (ساهر)، وانتهى باتهام الفيلم الكرتوني «كابتن ماجد» الذي غيّر مفهوم الوقت لدى السعوديين، كما كان السبب في تحطيم آمال السعوديين الذين ظلوا يأملون بأن يعدل منتخبهم الخسارة التي مُني بها أمام ألمانيا في نهائيات كأس العالم. في حين أبهر محمد بلخي في فقرته الجمهور بتقديمه عدداً من ألعاب الخفة بورق اللعب، ونجح في التعامل باحترافية مع استفزازاتهم ومحاولة كشف حيله.