أكد وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل أن «التيار الوطني الحر» لا يريد أن يكون «النائب المكلف» سعد الحريري «نسخة عن الرئيس فؤاد السنيورة»، مشيراً إلى ان التيار رأى ان الحريري «يستطيع حمل عنوان لمرحلة جديدة تختلف عن مرحلة 2005 حتى 2009»، وداعياً إياه الى «إظهار انه مختلف عن السنيورة».وأكد باسيل في حديث الى إذاعة «صوت المدى» أمس، «عدم وضع شروط على النائب المكلف»، وقال: «على الحريري ان يفهم ان لا أحد يفرض على التيار الوطني الحر الخضوع، فلم تستطع أي دولة كبيرة كانت أم صغيرة أن تخضعه». وأشار الى أن اللقاء الأخير مع الحريري «لم يحمل أي شيء يجعلنا نشعر بأن هناك تفهماً للحقوق». وأكد «عدم الشعور بوجود رغبة حقيقية وقرار نهائي بتشكيل الحكومة، لافتاً الى ان «التيار لا يرفع سقف مطالبه انما يريد ما يعود إليه من حقوق». وجدد التأكيد انه يمثل في لقاءاته التفاوضية مع الحريري، العماد ميشال عون، وانه ينقل ما يسمعه من أفكار ويعرف حدود القبول والرفض لدى عون، موضحاً ان اللقاء الأخير بينه وبين الحريري اقتصر على إعادة قراءة مطالب التكتل. ورأى ان «فريقَ الغالبية يصطنع العُقد، إذ لا قرارَ لديه على ما يبدو بتأليف الحكومة واللقاء الأخير مع الحريري اقتصر على زيادة التعنّت تجاه تكتل التغيير والإصلاح وتشليح التيار ما يعود له». وقال عن إمكان تأليف الحكومة من دون التيار الحر: «يكونون بذلك كما لو انتخبوا رئيس الجمهورية بالنصف زائداً واحداً وليتحملوا مسؤولية أعمالهم». واتهم السنيورة بأنه «يجتمع ببعض إداريي وزارة الاتصالات ويحيك معهم مؤامرات ضدي ويعرقل عملي سياسياً بطريقة متعمدة». وعن محطة الباروك، أكد ان الموضوع أصبح مكشوفاً، «واليوم ننتظر ما سيؤول إليه التحقيق في ملف الخليوي الذي أُهدرت فيه أموال ضخمة». والتزم باسيل خفضاً ثانياً لأسعار الاتصالات في العام 2010، محذراً من إعادة رفع كلفة المخابرات. وأكد أمين سر «تكتل التغيير والإصلاح» النائب إبراهيم كنعان، في حديث الى «المؤسسة اللبنانية للإرسال»، أن «محاولات إقصاء التكتل عن المشاركة في الحكومة هي نتيجة الخوف من القوة الدافعة التي يمكن أن يشكلها في اعتراض مسارات قرارات كبيرة مثل التوطين، وذلك لأن التيار يشكل قوة غير منضبطة إقليمياً ودولياً لا يمكن السيطرة على قراراتها وهو قوة إصلاحية تحمل مشروعاً لإرساء الشراكة المسيحية - الإسلامية». وأضاف: «كل القوى السياسية بدأت تعترف بأن التوطين لم يكن فزاعة طرحها العماد عون، بل هو خطر حقيقي على لبنان ويشكل هاجساً دولياً كبيراً والجميع بدأ يحس أن هناك شيئاً قريباً في الأفق». ورأى أن «عزم التيار الحر على تعديل الدستور بهدف تعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية، يشكل عائقاً ثانياً أمام مشاركته في الحكومة بحجم يسمح له بأن يكون شريكاً في الحكم»، معتبراً أن «الرئيس اليوم يملك وصف الحكَم ولكنه لا يملك المضمون الذي يمكنه من ممارسة هذا الدور». وأضاف: «سنتقدم باقتراح قانون مفصّل يعزّز صلاحيات الرئيس ضمن روحية الطائف، خاصّة في شأن المهل المعطاة له، إضافة الى التوازنات المتمثلة في إعطائه الصلاحية بحلّ المجلس النيابي أو إقالة الحكومة وفق شروط معيّنة». وزاد كنعان: «اتفاق الطائف كرّس الطائفية السياسية وهناك أكثريات على الصعيد الطائفي يجب أن تحترم، ومثلما يمثّل تيار المستقبل أكثرية الطائفة السنّية، والحزب الاشتراكيّ أكثرية الطائفة الدرزية، وحزب الله وأمل أكثرية الطائفة الشيعية، على الجميع الاعتراف بأنّ التيار الوطني الحر يمثّل الأكثرية المسيحية من دون إلغاء الأفرقاء المسيحيين الآخرين الذين استفادوا من قوّة عون على صعيد تحسين تمثيلهم في المجلس النيابي وفي الحكومة». واعتبر كنعان أنّ النداء العاشر للمطارنة الموارنة يصلح لأن يكون مشروعاً للحوار المسيحي - المسيحي. واعتبر عضو «كتلة التنمية والتحرير» النيابية أيوب حميد في كلمة في الجنوب، ان «كل يوم يمر على لبنان من دون تشكيل حكومة إنما هو ضرر وخسارة وطنية، وكل يوم يمر في ظل المماحكات وفي ظل انتظار البعض لأمر ما قد يحصل، انما يعود سلباً على الواقع الوطني». وقال: «أكدنا قبل الانتخابات ونؤكد اليوم أن لا حكم لأكثرية بالمطلق، ولا تغييب لأقلية بالمطلق، هذا الوطن هو مجموعة أقليات مذهبية لا يمكن أن يحكم إلا بالتوافق». وأكد ان «أي تجاوز لمنطق الشراكة ومنطق الحوار ومنطق الوحدة يضع لبنان أمام مشكلة هو بغنى عنها، لا سيما في هذه المرحلة التي لا تزال فيها إسرائيل تضع لبنان ضمن دائرة التهديد والاستهداف والسبيل الوحيد لمجابهة هذه التهديدات هو الإسراع بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية». وعقدت قيادتا «حزب الله» و«حركة أمل» في منطقة الجنوب لقاء أمس ناقشتا خلاله المستجدات الأخيرة، وأصدرتا بياناً أكدتافيه ان «كل السلامة تكمن في العجلة باستيلاد الحكومة العتيدة، والتباطؤ عندما يتجاوز حده من شأنه أن يصبح تسويفاً ومدخلاً للاهتزاز والفوضى فضلاً عما يتقدم من تعميم لمناخات الإحباط والقلق والتي نراها تخيم اليوم فوق كل بيوت اللبنانيين».