أكثر من 55 عراقياً، في أقل من 24 ساعة، بينهم نساء وأطفال. فقد قتل خمسة أشخاص بينهم فتاة في الحادية عشرة أمس وأصيب ما لا يقل عن عشرة آخرين بينهم طفل في هجمات متفرقة، على ما أفادت مصادر أمنية وطبية. في الموصل (350 كلم شمال بغداد) قال الملازم أول إسلام الجبوري إن «انفجار عبوة ناسفة بالتزامن مع مرور دورية للشرطة في حي سومر، أدى إلى مقتل فتاة تبلغ من العمر 11 عاماً كانت على مقربة من المكان». وأضاف أن «خمسة من عناصر الشرطة وشخصين بينهم طفل يقل عمره عن عشر سنوات، أصيبوا في هجومين بعبوتين ناسفتين استهدفتا دوريتين للشرطة في حي الرفاعي ومنطقة وادي عكاب»، كلاهما غرب الموصل. كما أصيب شخص نتيجة سقوط ثلاث قذائف هاون في حي القبة. وأكدت مصادر طبية في مستشفى الموصل حصيلة الضحايا. وفي الضلوعية (70 كلم شمال بغداد) قال ضابط برتبة مقدم في الشرطة إن «ثلاثة من عناصر الشرطة قتلوا وأصيب شرطي آخر بانفجار عبوة ناسفة لدى مرور دوريتهم في منطقة البوصليبي». وفي الحلة (100 كلم جنوب بغداد) قال ضابط برتبة ملازم أول في الشرطة إن «شخصاً قتل وأصيب اثنان آخران نتيجة انفجار عبوة لاصقة بحافلة مدنية في ناحية المسيب». وقتل ليل أول من أمس 47 عراقياً وأصيب العشرات في هجمات متفرقة بينها سلسلة تفجيرات في بغداد قضى فيها 31 شخصاً، في وقت تعهد رئيس الوزراء نوري المالكي بألا تتحول البلاد إلى «ضحية للفتاوى التكفيرية». وقبيل موعد الإفطار بساعتين، شهدت بغداد انفجار ثماني سيارات مفخخة وثلاث عبوات ناسفة، على رغم الإجراءات الأمنية المشددة استعداداً لعيد الفطر. وقالت مصادر أمنية وعسكرية وطبية إن خمسة أشخاص قتلوا وأصيب 15 في انفجار سيارة مفخخة وعبوة ناسفة عند سوق شعبية في النهروان (جنوب شرق)، فيما قتل ثلاثة أشخاص وأصيب 20 في هجوم مماثل في الزعفرانية (جنوب). وقتل خمسة أشخاص وأصيب 17 في هجوم بسيارة مفخخة وعبوة ناسفة أيضاً في منطقة الدورة (جنوب) قبل أن يقتل أربعة أشخاص ويصاب 13 في انفجار سيارة في الشعب (شمال شرق). وفي وقت لاحق، قتل أربعة أشخاص على الأقل وأصيب 15 آخرون في انفجار سيارة مفخخة في منطقة الحسينية الواقعة إلى الشمال الشرقي من بغداد، بينما قتل خمسة أشخاص وأصيب 16 في انفجار سيارة أخرى في الكرادة (وسط). كما قتل شخص وأصيب سبعة في انفجار سيارة أيضاً في أم المعالف (غرب)، وقتل أربعة وأصيب 17 في انفجار سيارة في أبو دشير (جنوب). وقتل 16 شخصاً بينهم عشرة قضوا في هجوم بسيارة مفخخة في منطقة تقع إلى الشمال من بعقوبة (60 كلم شمال شرقي بغداد). وقال مقدم في الشرطة إن «سيارة مفخخة انفجرت في سوق مزدحمة في قرية العنكبية الواقعة على بعد 20 كلم شمال بعقوبة، ما أدى إلى مقتل 10 وإصابة 15». وأكد الطبيب أحمد العزاوي حصيلة ضحايا الهجوم، مشيراً إلى أن جميع القتلى هم من الرجال، وأن بين المصابين أربع نساء. وقتل ثلاثة أشخاص وأصيب أربعة آخرون في هجومين منفصلين في ناحية السعدية شمال بعقوبة وفي الفلوجة (60 كلم غرب بغداد)، بينما قتل شرطي بهجوم مسلح جنوب الموصل (350 كلم شمال بغداد). وجاءت هذه الهجمات في وقت تواصلت عملية «ثأر الشهداء» التي تشنها القوات الأمنية والعسكرية منذ أيام وتستهدف «عناصر الإرهاب والتكفيريين في قاطع حزام بغداد». وتفقد رئيس الوزراء نوري المالكي هذه المناطق، والتقى قادة عسكريين وأمنيين فيها. ونقل عنه بيان رسمي قوله إن «عمليات مطاردة الإرهابيين ستستمر حتى القضاء على الإرهاب واستئصال الفتنة التي تريد سوءاً بالعراق وشعبه». وأردف أن «العراق والعراقيين لن يكونوا ضحايا للفتاوى التكفيرية وأصحاب الفكر الفاسد»، داعياً أهالي المناطق التي تشهد عمليات عسكرية إلى «التعاون مع القوات المسلحة». وتابع «نعتذر منكم عما يحصل من مضايقات ولكن هذا الإجراء اضطررنا إليه لحمايتكم من هؤلاء الإرهابيين»، مضيفاً «لن نترك أطفالنا لهؤلاء القتلة ومن يقف وراءهم ويدعمهم في الداخل والخارج». وكانت وزارة الدفاع أعلنت عن اعتقال عشرات المطلوبين خلال هذه العملية التي تعتبر الأكبر منذ الانسحاب الأميركي من البلاد نهاية عام 2011، وفقاً لمسؤولين عسكريين كبار. كما أعلنت الوزارة ضبط وتفكيك مئات العبوات الناسفة وعشرات السيارات والدراجات النارية المفخخة وأربعة معامل على الأقل لتفخيخ السيارات. وفي تموز (يوليو) وحده، قتل حوالى ألف شخص في أعمال العنف اليومية، وهو أعلى معدل ضحايا في شهر واحد منذ نيسان (أبريل) عام 2008.