تولى الرئيس الإيراني المنتخب حسن روحاني السلطة رسمياً في احتفال نظِم في مكتب مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي الذي صادق علي مرسوم التنصيب. وبات روحاني سابع رئيس للجمهورية الإيرانية، مسدلاً الستار علي 8 سنوات من حكم سلفه محمود احمدي نجاد. وتستقبل طهران مدعوين من 55 دولة إقليمية وأفريقية للمشاركة في مراسم اداء روحاني قسم اليمين الدستورية امام مجلس الشورى (البرلمان) اليوم، والتي ستشهد أيضاً تقديمه لائحة مرشحيه للمناصب الوزارية من اجل نيل ثقة المجلس بالتشكيلة الحكومية. وأشاد خامنئي باختيار الإيرانيين رجلاً كفوءاً رئيساً في انتخابات عكست «الظاهرة الحميدة لانتقال السلطة في بلدنا، والتي ارساها الأمام الخميني». وأكد ان الرئيس الجديد «خدم مؤسسات الجمهورية الإسلامية لثلاثة عقود، وقاوم كرجل دين الأعداء خلال الحرب مع العراق (1980 -1988)، ما يوجّه رسالة وفاء للنظام وثقة برجال الدين». ودعا المرشد الرئيس روحاني الى التحلي بالصبر وعدم التسرع في اتخاذ القرارات، من اجل معالجة مشاكل المواطنين، «خصوصاً ان طبيعة العمل العام في البلاد تستغرق وقتاً طويلاً». وتابع: «لا تعني المسؤولية الاستبداد والتمتع بالسلطة، بل بذل الجهود لخدمة الشعب بالاعتماد علي الكفاءات والطاقات الداخلية لتحقيق الأهداف الكبرى». وأيدّ خامنئي رغبة الرئيس الجديد في التزام الحكمة والعقلانية في السياسة الخارجية مستدركاً: «يجب ان ننتبه الي ان اعداءنا لا ينفع معهم المنطق، بدليل الاضطرابات التي تشهدها المنطقة». وفي خطاب التنصيب الذي حضره ايضاً مسؤولون مدنيون وعسكريون ونواب وديبلوماسيون، اضافة الى شخصيات دينية وسياسية ونقابية، اعتبر روحاني الاعتدال من سمات الثقافة الإيرانية التي «يجب تطبيقها في كل المجالات التنفيذية، من دون الاستغناء عن القيم الإسلامية». ورأى ان انقاذ الاقتصاد الإيراني يتطلب التعامل بإيجابية مع الأسرة الدولية، معلناً ان أولوية حكومته «ستكون تحسين معيشة الشعب والعمل لتعزيز المكانة الدولية لإيران استناداً الى مصالحها، وإزالة العقوبات الظالمة المفروضة عليها». ودعا الي ازالة البغض والعداوة وإرساء الصداقة «من اجل تسطير ملاحم الرحمة في الإسلام، وعقلانية ايران وسماحة ثورتها وعطف نظامها». ولم يستبعد روحاني في تصريحات سابقة، مفاوضات مباشرة مع الولاياتالمتحدة، من اجل حل ازمة الملف النووي الإيراني، رغم وصفه هذه الخطوة بأنها «صعبة». وبموجب الدستور الإيراني يملك الرئيس صلاحيات محدودة في الملفات الاستراتيجية، مثل الملف النووي، والتي يديرها المرشد. وعشية تنصيبه رئيساً، قال روحاني في مناسبة «يوم القدس» ان إسرائيل «جرح في العالم الإسلامي».