وقّعت روسياوأوكرانيا والاتحاد الأوروبي في بروكسل مساء الخميس، اتفاقاً يضمن استئناف صادرات الغاز الروسي إلى أوكرانيا حتى آذار (مارس) 2015، كما أفاد مراسلو وكالة "فرانس برس". ووقّع على الاتفاق وزيرا الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك والأوكراني يوري برودان والمفوض الأوروبي لشؤون الطاقة غونتر أوتينغر. واستتبع الاتفاق ب "ملحق" وقّع عليه بالأحرف الأولى رئيس مجموعة الغاز الروسية "غازبروم" ألكسي ميللر ورئيس مجموعة الغاز الأوكرانية "نفتوغاز" أندري كوبوليف. ويتعلّق الاتفاق بتسوية متأخرات يفترض أن تسددها أوكرانيا وطرق دفع ثمن شحنات الغاز حتى آذار 2015. وسيتم تسديد مبلغ 3.1 بليون دولار على دفعتين، الأولى تبلغ 1.45 بليون تدفع فوراً والثانية وقيمتها 1.65 بليون دولار ويفترض أن يتم تسديدها قبل نهاية السنة. ويقدر الروس المتأخرات ب 5.3 بليون دولار لكنهم وافقوا على اللجوء الى هيئة تحكيم للبت في مسألة ال 2.2 بليون المتبقية. والنقطة الحاسمة في الاتفاق هي تحديد سعر الغاز طوال فترة الاتفاق المرحلي وهو "385 دولاراً على الأقل لكل ألف متر مكعب". وسيدفع المبلغ سلفاً كل شهر بشهره. وقال أوتينغر أن "نفتوغاز" يمكنها "استخدام عائداتها" لدفع وارداتها المقبلة. ولم يضمن الاتحاد الأوروبي رسمياً الالتزامات المالية لكييف، لكن أوتينغر قال إن المساعدات الكبرى التي قدمها الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي ستساعد كييف في تسديد ديونها. وأطلق الاتحاد الأوروبي برنامجين لدعم الاقتصاد الشامل بقيمة 1.6 بليون يورو في الربيع تم دفع 600 مليون منها، بينما وعد صندوق النقد الدولي في نيسان (أبريل) الماضي بتقديم 17 بليون دولار لكييف. وأكّد وزير الطاقة الأوكراني "لدينا الأموال اللازمة للدفع"، بينما تحتاج أوكرانيا إلى أربعة بلايين متر مكعب حتى نهاية السنة. لكن صندوق النقد الدولي قال الخميس إنه يمكن ان يؤخر تسليم اوكرانيا قرضه المقبل حتى تشكيل حكومة جديدة، مؤكداً في الوقت نفسه أن ذلك لن يكون له تأثير في مالية البلاد. وطلبت كييف من الاتحاد الأوروبي خط اعتماد بقيمة بليوني يورو. وأعرب باروزو عن "الأمل بأن يعزز هذا الاتفاق الثقة بين أوكرانياوروسيا"، مشدداً على أن "الأولوية الآن يحب أن تكون لتطبيق اتفاقات مينسك" حول وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا الانفصالي. وأوتينغر الذي يتولى ملف الطاقة في المفوضية منذ خمس سنوات سيصبح غداً السبت مفوض القطاع الرقمي في فريق جان كلود يونكر. وكان مصمماً على انتزاع اتفاق قبل انتهاء مهمته لضمان إمدادات الغاز في الشتاء. وقال وزير الطاقة الروسي "نحن واثقون أن العلاقات ستكون بناءة في المستقبل والإتفاقات بيننا ستحترم". كما أكد نظيره الأوكراني أن "هذه القرارات ستضمن أمن الطاقة لأوكرانيا ونقل شحنات الغاز إلى أوروبا". ورحّب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو في مؤتمر صحافي بالتوصل إلى هذا الاتفاق الذي أتى ثمرة ل "روح المسؤولية السياسية ومنطق التعاون والحس الاقتصادي السليم". وأضاف "أنها خطوة مهمة لأمننا الطاقوي"، مؤكداً أنه لم يكن هناك "أي سبب لأن يشعر الناس في أوروبا هذا الشتاء بالبرد". وأعرب باروزو عن "الأمل بأن يعزز هذا الاتفاق الثقة بين أوكرانياوروسيا"، مشدداً على أن "الأولوية الآن يحب أن تكون لتطبيق اتفاقات مينسك" حول وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا الانفصالي. وقال مفوض الطاقة الأوروبي إن هذا الاتفاق يتناول مدفوعات قيمتها الإجمالية 4.6 بليون دولار، تتضمّن مدفوعات متأخرة مترتبة على أوكرانيا ثمن مشتريات سابقة من الغاز الروسي حتى آذار، مشيراً إلى أن سعر هذه المشتريات حدد بقمية 385 دولاراً لكل ألف متر مكعب من الغاز ومؤكداً ان كييف "قادرة على تسديد هذه المدفوعات". وكان وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك قال أمس الخميس، إن روسيا ستبقى مورداً يعتمد عليه إلى أوروبا وإن اتفاقاً لتوريد الغاز الطبيعي تم التوصل إليه مع أوكرانيا سيضمن إمدادات مستقرة من الغاز على مدى الشتاء. وقال نوفاك في مؤتمر صحافيّ بعد أن وقّعت روسياوأوكرانيا اتفاقاً لتوريد الغاز "أريد أن أطمئنكم إلى أن روسيا هي دائماً مورد يعتمد عليه لموارد الطاقة الى أوروبا والمستهلكين الآخرين. أنها كانت وما زالت وستبقى كذلك". وأضاف قائلاً "فترة الخريف والشتاء آمنة (في أوكرانيا) والإمدادات إلى المستهلكين الأوروبيين مستقرة أيضاً. نحن مقتنعون بأن مستقبل علاقاتنا سيكون بناء وأن اتفاقاتنا سيتم الوفاء بها".