استؤنفت الاشتباكات العنيفة في محافظة الحسكة السورية بين المقاتلين الاكراد والاسلاميين المتشددين، وأسفرت وفق «المرصد السوري لحقوق الانسان» عن مقتل 12 عنصراً من «الدولة الاسلامية في العراق والشام» و «جبهة النصرة». وقال «المرصد» ان اشتباكات دارت بعد منتصف الليلة قبل الماضية في بعض القرى الواقعة بين مدينتي جل آغا (الجوادية) وكركي لكي (معبدة)، بين مقاتلي «وحدات حماية الشعب» من طرف ومقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و «جبهة النصرة» والكتائب المقاتلة من طرف آخر، إثر هجوم للاسلاميين على بعض القرى. وأضاف ان الاشتباكات العنيفة اسفرت عن مصرع 12 مقاتلاً من «النصرة» و «الدولة الإسلامية»، بينما لم ترد معلومات عن خسائر في صفوف «الوحدات» الكردية. وقال الناشط الكردي هفيدار لوكالة «فرانس برس» ان مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا «تعرضت فجر اليوم (امس) لقصف عنيف»، مشيرا الى وقوع اشتباكات على اطرافها. وتدور منذ اكثر من اسبوعين اشتباكات عنيفة بين «الجهاديين» والاكراد في مناطق واسعة من شمال سورية، حيث تمكن الاكراد الذين اعلنوا «النفير العام»، من طرد المقاتلين الاسلاميين من عدد من المناطق، ابرزها مدينة رأس العين. وافاد المرصد الاربعاء ان «الجهاديين» احتجزوا نحو 200 كردي اثر سيطرتهم على بلدة تل عرن في ريف محافظة حلب (شمال) ومحاصرتهم تل حاصل المجاورة لها. وكانت الاشتباكات بين الطرفين بدأت عندما قرر الاكراد، وخصوصاً «حزب الاتحاد الديموقراطي»، انتزاع السيطرة على مناطقهم وإقامة نوع من الادارة الذاتية الى حين انتهاء الحرب الدائرة في سورية. ويتهم بعض اطراف المعارضة السورية شريحة من الاكراد بالتنسيق مع النظام. ولم تنجح المفاوضات بين الاطراف الكردية و «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في ضم الاحزاب الكردية الاساسية الى الائتلاف. وكانت قوات نظام الرئيس بشار الأسد انسحبت من المناطق الكردية في شمال البلاد في منتصف العام 2012. وأُدرجت خطة الانسحاب هذه في اطار رغبة النظام باستخدام قواته في معاركه ضد مجموعات المعارضة المسلحة في مناطق اخرى من البلاد، وتشجيعاً للأكراد على عدم الوقوف الى جانب المعارضين.