واشنطن، لندن - أ ف ب، رويترز - تصاعد الغضب الشعبي من الرئيس الأفغاني حميد كارزاي والقوات الأجنبية، بعدما قصفت طائرات أميركية تابعة لقوات الحلف الأطلسي (ناتو) شاحنتي صهريج لنقل الوقود، استولى عليهما مقاتلو حركة «طالبان» لدى عبورهما من طاجيكستان إلى أفغانستان. وأدى القصف الى مقتل 90 شخصاً أكدت قوات الأطلسي ان غالبيتهم متشددون، لكن مسؤولين إقليميين أشاروا الى ان نصف عدد القتلى على الأقل مدنيون تجمعوا أمام الشاحنة للتزود بوقود. وأفاد شهود بأن حوالى 250 قروياً بينهم أطفال تهافتوا حاملين عبوات وقوارير لملئها بوقود من موقع سقوط الصهريجين في نهر بولاية قندوز (شمال)، بعدما عجز عناصر «طالبان» عن إخراجهما من المياه. وأشاروا الى مقتل 10 - 15 عنصراً من «طالبان» في القصف. لكن قيادة القوات الدولية أعلنت أن جميع القتلى من «طالبان»، وأن قواتها تأكدت من عدم وجود مدنيين قبل القصف، ثم شكلت لجنة خاصة للتحقيق في العملية، وهو ما طالبت به الأممالمتحدة التي دانت قتل المدنيين واستهدافهم، وبريطانيا «لعدم زعزعة ثقة الأفغان بالقوات الأجنبية»، فيما أبدت الولاياتالمتحدة «قلقها الشديد» من احتمال سقوط مدنيين. وأكد كارزاي الذي يتقدم على منافسه وزير الخارجية السابق عبدالله عبدالله في سباق الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 20 آب (أغسطس) الماضي، ان «استهداف المدنيين غير مقبول بأي شكل»، معلناً تشكيل لجنة تحقيق تضم ممثلين لوزارة الداخلية والاستخبارات والحكومة الإقليمية لتحديد ظروف سقوط القتلى. ونفى ذبيح الله مجاهد، الناطق باسم «طالبان»، وجود مقاتلين من الحركة خلال عملية القصف، معلناً انهم انسحبوا من المكان المستهدف بعدما سلموا الصهريجين الى سكان قرية عمر خيل للإفادة منهما بدلاً من إحراقهما. وساد هدوء نسبي ولاية قندوز المحاذية للحدود مع طاجيكستان خلال الشهور الأخيرة، لكن وتيرة العنف زادت فيها تدريجاً، في ظل تمدد انتشار «طالبان» للإفادة من انتماء غالبية سكانها الى عرقية البشتون، وزيادة تهديد الإمدادات المرسلة عبر الأراضي الروسية ودول وسط آسيا الى قوات «الأطلسي»، باعتبارها خطاً بديلاً من باكستان التي تستهدفها هجمات يشنها متمردو «طالبان - باكستان». في غضون ذلك، أعلن وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس ان إدارة الرئيس باراك اوباما تملك «وقتاً محدوداً» لإثبات نجاح استراتيجيتها الجديدة في أفغانستان. وأيد فكرة زيادة عديد القوات الأميركية هناك، ما يمثل تغييراً في موقفه السابق من المسألة يتزامن مع إجراء الإدارة الأميركية تقويماً عسكرياًً يتوقع أن يؤدي الى تقديم طلب رسمي بإرسال قوات إضافية إلى ذلك البلد. وفي بريطانيا، استهل رئيس الوزراء غوردن براون حملة إعلامية للدفاع عن مواقف حكومته من ارتفاع عدد قتلى الجنود البريطانيين في أفغانستان الى 212، مؤكداً التزام بلاده هدف بسط الاستقرار والأمن في البلاد لتفادي أعمال إرهابية في بريطانيا. ولفت الى أن الدعم المالي والعسكري الخاص بالعتاد زاد بعد كشف تقارير معاناة القوات البريطانية من نقص في عدد الطائرات وآليات النقل، مشيراً الى ان لندن أنفقت نحو 180 ألف جنيه استرليني لدعم كل جندي بريطاني العام 2006، ثم رفعت المبلغ الى 390 ألف جنيه.