تعيش أسرة سعودية مكونة من 15 فرداً تحت وطأة العوز وقلة الحيلة، في منزل بال وخرب ومصنوع من (الداموك)، وهو حجر يستعمل قديماً في البناء تم تشيديه منذ أكثر من 40 عاماً، وهو منزل مكسر وجميع أدواته تالفة، فالفقر والمرض والجهل ثالوث يعيش وسط حياة سفياني، علاوة على الحزن والعجز جراء ما يشعر به أفرادها بعدم القدرة على تحسين ظروفهم. يقول سفياني: «أُحلت إلى التقاعد قبل أكثر من 20 عاماً، وراتبي التقاعدي 1725 ريالاً، وهو لا يسد رمق أطفالي لأكثر من أسبوع، ونعيش بقية الشهر في حال، لا يعلم بها إلا الله وحده». ولدى سفياني طفلان هما خالد وعلي يعانيان من تخلف عقلي منذ ولادتهم، وراجع والدهم مستشفى الزاهر في مكةالمكرمة و مستشفى النور و أقرت اللجنة أن الطفلين يعانيان من تخلف عقلي ولا علاج لهما. ويصف رب الأسرة معاناته: «أطفالي يقومان بأعمال تخريبية في المنزل، وأشعل أحدهم النار في المنزل ذات مرة، والآخر أشعل النار في جسده، وبالكاد عاش بعد أن أخذناه للمستشفى وهو في حال سيئة»، ويؤكد سفياني أن أحدهما أبكم و أصم ويحتاجان إلى رعاية خاصة. ويستطرد: «تكبدتُ ديوناً تصل إلى 20 ألف ريال بسبب علاج أطفالي المتخلفين عقلياً، ومما يحزنني أن أكبر أبنائي والبالغ من العمر 29 عاماً من دون وظيفة لأنه خريج مرحلة ابتدائية بسبب عدم قدرتي على مصاريف إكمال دراسته»، موضحاً أن بناته يدرسن في مراحل مختلفة ولكنهن متخلفات دراسياً لذات السبب. أمام الظروف القاسية والحزن العميق لا يملك رب الأسرة سوى الدموع: «الألم والحسرة ملازمة لنا في جميع الفصول فالمطر يدخل إلى المنزل، ويجعله عبارة عن كومة من القاذورات، والأتربة تدخل إلى كل المنزل لأنه مكشوف من الأعلى». و يؤكد سفياني أن منزله ملجأ للحشرات وهو موبوء، «ولكن لازلنا نعيش فيه فلا خيار آخر أمامنا»، مشيراً إلى أن الكهرباء تنقطع بشكل دائم بسبب تراكم الفواتير، لافتاً إلى أن معظم ديونه بسبب العلاج والكهرباء والأكل والشرب لأطفاله. و يعاني سفياني من قرحة مستمرة في المعدة بسبب الهموم والديون وقام بإجراء ست عمليات منظار بواسطة أحد فاعلي الخير. ويتمنى سفياني من فاعلي الخير زيارته في منزله حتى يتأكدوا من الوضع السيئ الذي تعيشه أسرته، لعل ذلك يكون باباً لمساعدتهم في علاج أطفاله وتأمين مسكن خاص يأويهم.