بعدما تبيّن أن إصاباته متمركزة في دول المنطقة، استقرت «منظمة الصحة العالميّة» على الإشارة إلى فيروس الالتهاب التنفسي من نوع «كورونا» الجديد الذي ظهر في دول الخليج، باسم «ميرس كوف» MERS Cov، وهو اختصار لعبارة Middle East Respiratory Syndrome Corona Virus التي تعني «متلازمة الشرق الأوسط التنفسية المتّصلة بفيروس كورونا». وبذا، حلّت هذه التسمية محل تسمية «فيروس كورونا الجديد» new Corona Virus، اختصاراً «إن كوف» nCov، التي استُخدمت لبعض الوقت عند ظهور الإصابات الأولى لهذا المرض في السعودية وقطر. وعلى رغم مرور بضعة شهور على التثبّت من انتشار الفيروس من شخص إلى آخر، إلا أن معدّلات الإصابة به حافظت على انخفاضها، ما يشير إلى أنه ينتقل بصعوبة بين البشر، على عكس فيروس «سارس» الذي انتشر بسرعة بين الناس عقب ظهوره في العام 2003. وقبل أيام، عقدت لجنة الطوارئ حول فيروس «ميرس كوف»، المنبثقة من «منظمة الصحة العالمية»، اجتماعاً لخبرائها عبر الأقمار الاصطناعية. وبإجماع الآراء فيها، أوضحت اللجنة أن المعلومات المتاحة حالياً حول «متلازمة الشرق الأوسط التنفسية» وفيروسها، لا توفر أساساً علميّاً لإعلان حال طوارئ عامة صحيّاً. ولم تتوانَ اللجنة عن رفع مجموعة من التوصيات إلى «منظمة الصحة العالميّة»، شملت ما يلي: - إدخال تحسينات على رصد فيروس «ميرس كوف»، خصوصاً رفع قدرات المختبرات على كشفه. - متابعة الأشخاص المخالطين للمصابين بالفيروس، وتعزيز أساليب الوقاية من العدوى بهذا الفيروس ومكافحته. - تعزيز طُرُق المعالجة السريرية لهذه المتلازمة التنفسيّة وأعراضها. - تبادل المعلومات بشأن المخاطر الفعليّة المتّصلة بالفيروس وانتشاره. - تعزيز عمليات الإبلاغ السريع عن الحالات المؤكد إصابتها ب «متلازمة الشرق الأوسط التنفسية «ميرس كوف» وغيرها. وفي المقابل، بيّنت «منظمة الصحة العالمية» أنها ستتابع ضخّ معلومات مُحدّثة لأعضاء اللجنة المذكورة بصورة منتظمة. كما أوضحت أنها ستدعوهم للاجتماع مرة أخرى في أيلول(سبتمبر) المقبل، مع ملاحظة أن حدوث تطوّرات متّسمِة بالخطورة، ربما تطلّب دعوة اللجنة لاجتماع طارئ. شارك في الاجتماع أعضاء لجنة الطوارئ، إضافة إلى خبير دولي. كما شاركت فيه البلدان المُتأثّرة بفيروس «ميرس كوف»، وهي فرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، والأردن، والسعودية، وقطر، وتونس والمملكة المتحدة. وفي السياق عينه، وافقت «منظمة الصحة العالميّة» على التقويم الذي أعدته لجنة الطوارئ المُشار إليها آنفاً، مع التشديد على غياب الطابع الطارئ عن الوضع الراهن لفيروس «متلازمة الشرق الأوسط التنفّسيّة» في المرحلة الحالية. وأعربت المنظمة عن امتنانها للجنة لما قدمته من مشورة حول الإجراءات الصحية التي ينبغي على البلدان تطبيقها، وحول أعمال المتابعة التي يتعين على «منظمة الصحة العالمية» النهوض بها.