فاجأ اللاعبون الجزائريون المتتبعين بدخولهم سوق الانتقالات الصيفية بقوة من خلال انضمامهم إلى أكبر الأندية الأوربية، ليكون الصيف الجاري الأفضل على الإطلاق في سوق انتقالاتهم منذ أعوام عديدة، ليؤكد مرة أخرى علو كعبهم وقدرتهم على بعث المنافسة والانطلاق إلى آفاق أرحب. وكانت أول الصفقات القوية انتقال المهاجم إسحاق بلفوضيل من نادي بارما الإيطالي إلى العملاق الإنتر ميلان وفق عقد يمتد إلى أربعة مواسم. شبيه مهاجم ريال مدريد كريم بن زيمة كما وصفته صحيفة ليكيب الفرنسية خطا خطوة عملاقة في مشواره الاحترافي رغم صغر سنه (21 عاماً). إذ ولد وتربى في مدينة مستغانم «غربي الجزائر» قبل أن يغادر إلى فرنسا، ثم انضم إلى مركز تكوين نادي ليون الفرنسي الشهير قبل أن ينضم إلى نادي بارما قبل موسم في أول احتراف خارج الدوري الفرنسي. ولم يتم الكشف عن قيمة الصفقة لكن مصادر أشارت إلى أن راتب اللاعب سيكون بحدود 800 ألف يورو. وتحت قيادة المدرب الشهير دونادوني أثبت اللاعب علو كعبه، وبدأ يجتذب إليه الأنظار بفضل أدائه وأهدافه التي ناهزت ثمانية أهداف، ليعلن بعدها رحيله إلى العملاق إنتر في صفقة هي الأكبر للاعب جزائري هذا الموسم والمواسم الماضية. وسار على خطاه مواطنه المهاجم نبيل غيلاس الذي التحق بدوره بالعملاق البرتغالي «أف سي بورتو» بموجب عقد يمتد إلى أربعة مواسم. وهي صفقة مدوية بكل المقاييس طالما أنها جاءت في وقت لم يمض على التحاق غيلاس (صاحب 23 سنة) بالدوري البرتغالي عبر بوابة الفريق المتواضع موريرينس سوى أقل من ثلاثة مواسم، (لعب موسماً مع فيزيلا على سبيل الإعارة) أحرز خلالها 20 هدفاً في 61 مباراة. انتقال غيلاس إلى بورتو البرتغالي لم يكن إلا بعد تألقه مع فريقه الهابط لدوري المظاليم بنهاية الموسم المنقضي، بإحرازه 13 هدفاً في الموسم ليكون ثاني أفضل هداف للدوري البرتغالي. وهو ثاني لاعب جزائري يلعب للعملاق البرتغالي بعد الأسطورة رابح ماجر الذي كان أحرز معه لقب كأس الأندية البطلة (دوري الأبطال حالياً) عام 1987، وكأس الآفروآسيوية عام 1988، فضلاً عن ألقاب وكؤوس محلية عديدة. بدوره، صنع جمال عبدون المبعد عن منتخب الجزائر منذ أكثر من سنتين الحدث، بانتقاله إلى نادي نوتينغهام فورست الإنكليزي، قادماً من أولمبياكوس اليوناني الذي عاش معه الموسم الماضي أفضل مواسمه على الإطلاق، حين توج معه بقلب الدوري وكأس اليونان، فضلاً عن لقب أفضل لاعب بالدوري. وكان أحرز معه 15 هدفاً في 73 مباراة خاضها معه منذ انضمامه إليه في 2011 قادماً من مواطنه نادي كافالا اليوناني. انتقال عبدون (27 سنة) إلى الدوري الإنكليزي جاء بموجب عقد يمتد إلى ثلاثة مواسم، مستفيداً من تجربته السابقة في هذا الدوري ووجود مواطنه لاعب الوسط الدولي عدلان قديورة. وكان أول من فتح سوق الانتقالات الصيفية الجارية هداف المنتخب الجزائري، وجمعية الشلف العربي هلال سوداني الذي انضم إلى نادي دينامو زغرب الكرواتي، قادماً نادي غيماريش البرتغالي بموجب عقد يمتد إلى أربعة مواسم. ورأى المتتبعون في هذه الخطوة مفاجأة من العيار الثقيل، باعتبار أن نجم هجوم جمعية الشلف سابقاً لم يمض على خوضه مغامرة الاحتراف سوى أقل من موسمين عبر بوابة غيماريش البرتغالي الذي كان وجوده فيه خلال هذه المدة كعدمه. وعلى رغم إحرازه 20 هدفاً في 40 مباراة خاضها معه خلال موسمين كاملين، إلا أن ذلك لم يشفع له بالبقاء في الفريق والدوري البرتغالي على السواء، ما اضطره إلى تغيير الوجهة ليحط الرحال في النادي الكرواتي الشهير دينامو زغرب، بتوصية ودعم من مدرب منتخب الجزائر البوسني وحيد خاليلوزيتش. وهو أول لاعب ينضم إلى هذا النادي الشهير خلال السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي. كما أعلن عن انتقال مدافع «الخضر» الشاب فوزي غلام (22 سنة) من ناديه سانت إيتيان الفرنسي إلى نادي تورينو الإيطالي، بموجب عقد يمتد إلى أربعة مواسم في مقابل نحو 2.7 مليون يورو. وهي صفقة مربحة بكل المقاييس لهذا المدافع الذي بدأ يصنع لنفسه اسماً بين عالم المدافعين الكبار. ولم يشذ اللاعبون الجزائريون المنافسون في الدوري المحلي عن القاعدة، وبدا مدافع شبيبة القبائل الدولي سعيد بلكلام أفضلهم وحامل لواء التألق منهم حين وقع لنادي أودينيزي المنافس بالكالتشيو، بموجب عقد يمتد إلى خمسة مواسم كاملة. وعلى رغم أن حظوظ بقائه بأودينيزي هذا الموسم قليلة بعد إعلان مسؤوليه إعارته لنادي واتفورد الإنجليزي، الذي تمتلكه إلى جانب ناديي أودينيزي الإيطالي، وغرناطة الإسباني، عائلة زوزو لوجود منافسين في مركز الدفاع، إلا أن ذلك لا يحرمه من أن ينال قصب السبق كأول لاعب جزائري خريج الدوري الجزائري يوقع لنادي إيطالي كبير. ويحتمل أن يحمل مهاجم شباب بلوزداد الدولي إسلام سليماني حقائبه لينضم قريباً إلى نانت الفرنسي بعد أن بلغت المفاوضات مع الأخير أشواطاً نهائية. وستكون الصفقة، في حال تجسيدها، مربحة للاعب على اعتبار أنه لم يمض على وجوده في الدوري الجزائري المحترف سوى أقل من ثلاثة مواسم، قادماً من الفريق المتواضع شبيبة شراقة (الضاحية الغربية للجزائر العاصمة) المنافس بدوري الهواة (الدرجة الثالثة). عربياً انتقل كريم زياني إلى العربي القطري لموسمين بعد انتهاء فترة «الخدمة» في الجيش القطري، احتفظ بقية اللاعبين المحترفين بمواقعهم السابقة على غرار نذير بلحاج مع السد القطري ومجيد بوقرة مع لخويا القطري.