فاز الفنان بشار خلف ب «جائزة حسن حوراني»، الجائزة الأولى لمسابقة الفنان الشاب (اليايا 2014) ضمن مهرجان قلنديا الدولي في نسخته الثانية «الأرشيف... حياة ومشاركة»، عن سلسلة لوحاته «ظل الظل». فيما منحت لجنة التحكيم المكونة من أسنسيو نمولينو سغوردو، سامية حلبي، كمال جعفري، مايكل راكوفيتز ونداء سنقرط، الجائزة الثانية للفنانة نور أبو عرفة عن عملها «الرغبة في مراقبة ذاكرة متبقية»، وتقاسمت نور عبد عن عملها «بينولوبي» وفرح صالح عن عملها «ابن فدائي في موسكو» الجائزة الثالثة للمسابقة. ووزعت الجوائز في حفلة استضافها مقر المؤسسة في رام الله، وقدّمت فرقة لامار الغنائية الفلسطينية، وصلة من أبرز أعمالها. والعمل الفائز «ظل الظل» لبشار خلف، عمل فني يشكل محطة جديدة تتناول بعض أعمال الفنان سليمان منصور، والتغيير الذي قد يلحق بالشكل أو المضمون في علاقتهما مع المتغيرات الحاصلة في طبيعة الأشياء حالياً، ويسلط الضوء على أكثر من محور منها أهمية نقل مضمون العمل كرسالة للتذكير بالهوية والمكان وطابع حياة الفلسطينيين. وعبّرت اللجنة عن اعجابها بما قام به خلف، مشيرة الى أن عمله الفني يخفي صراعاً عميقاً تحت الأسطح الناعمة والمخادعة لتلك اللوحات، وثمة ذكاء في القرارات التي اتخذها بشأنها، مشيدة بقدراته في تطوير فنه ومفرداته من خلال فن الرسم. واعتبرت اللجنة عمل نور أبو عرفة «الرغبة في مراقبة ذاكرة متبقية»، يفتح المجال للأسئلة والتقدير الجديد للمواد التاريخية، وللوحات كانت وما زالت مهمة وأيقونية. وأوضحت اللجنة أن عمل فرح صالح «ابن فدائي في موسكو» أثار انطباعاً خاصاً عبر تقاطع عملها كراقصة مع ابتكار أعمال فيديو وتركيب، وهما عمليتان لم يسبق لها الاشتغال بهما سابقاً، اذ استردت الإيماءة في هذا العمل، ومنحتها قراءات جديدة، مذكرةً إيانا بأهمية تقليد لغة الجسد عبر تاريخ الفنون البصرية. ولفتت لجنة التحكيم الى أن مهرجان قلنديا الدولي في نسخته الثانية حل هذه السنة، في ظل ظروف قاسية وغير مقبولة يعيشها الفنانون ومختلف فئات المجتمع. وأشادت بقدرة الفنانين الشباب المشاركين في المسابقة، وتحت ظروف كهذه، على الاستمرار في العمل الذي يمثل الصمود والمقاومة السلمية. وعمل الفنانون التسعة الذين شاركوا في المسابقة خلال الأشهر الماضية مع قيِّمة المسابقة فيفيانا كيكيا، من خلال حوارات ولقاءات سبقت الأعمال النهائية التي عرضت امام الجمهور في المعرض. وأشارت اللجنة الى ان الوصول الى تلك النتائج والحوارات الثرية، لم يتعلق بأعمال الفنانين فحسب بل شمل دور المؤسسة وثيمة «الأرشيف ... حياة ومشاركة»، وكانت هذه المرة الأولى التي يُطلب من المشاركين في المسابقة اقتراح مشاريع في إطار ثيمة معينة. وكانت لدى اللجنة مواقف متباينة من هذا الأمر، ولكن «أُعجبنا جميعاً بالفنانين الذين أفلحوا في إرساء صلات ما بين الماضي والحاضر، والذين درسوا كثيراً من المواد التاريخية، ووظفوها أو استخدموها بمهارة، ليأتوا بتعبيرات معاصرة».