يجب أن نعترف بوجود المشكلة أولاً ثم نبحث عن الحلول، وبعض المشكلات تحتاج حلولاً صعبة ولكنها ليست أصعب من الواقع المر. الخبر كما نشر في «الحياة» عن تعاطي مرضى الحشيش في مجمع الأمل النفسي بالرياض، والحقيقة أن مجمعات الأمل ومستشفيات الصحة النفسية مخترقة، فتصل المخدرات إلى بعض المرضى من خلال الزيارة، لا أدري لماذا نتعامل كمجتمع وأجهزة حكومية مع المخدرات بشيء من التساهل واللامبالاة، الحقيقة في هذا الملف المخدرات مفجعة جداً، فمن يذهب للمشافي والمصحات النفسية سيجد زحاماً رهيباً وشحاً في الأسرَّة، وسيجد رداءة في الخدمة وإهمالاً في عملية التربية النفسية للمدمن، فيخرج من المستشفى للانتكاس في الوحل ذاته الذي خرج منه. قبل رمضان نشرت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات خبراً عن ضبطها مئات الملايين من حبوب الكبتاغون، ولا يتفاعل مع ذلك الرأي العام كما ينبغي، مع العلم أن معظم المدمنين السعوديين في الوطن كافة هم متعاطون لهذه الحبوب، وهي تأتي من خارج الحدود لتستهدف أبناء هذا الشعب، كما أنها من أخطر أنواع المخدرات، ولها سوق ضخمة في الشوارع المظلمة والقرى أيضاً، وهي حبوب تجعل من الإنسان إنساناً آخر، تجعله عدوانياً مؤهلاً للجريمة ونزقاً ومتوتراً لا ينام، وتجعل المدمن يذهب للمخدرات الأخرى ليتخلص من أعراضها الانسحابية الأليمة! بكل صراحة يجب أن نعترف أن مروجي الكبتاغون وصلوا للمدارس ووصلوا للمراهقين، الذين يسمون أنفسهم «الدرباوية»، وهم مجموعة فوضوية أشغلت الشرطة والمرور بتصرفاتهم. اليوم الوضع خطر جداً، ويجب معاملة منسوبي المدارس والأجهزة الحكومية مثل منسوبي القطاعات العسكرية بالكشف الصحي المباغت لمعرفة المتعاطي وعلاجه، ويكون بسرية تامة، يجب تشكيل لجنة من القطاعات كافة مع وزارتي الداخلية والصحة، والبدء في ذلك خير من أن نرى الشاب يترنح لا يملك نفسه ولا يسيطر عليها، ومن فرط المرض وإلحاح المخدر يصبح لصاً أو قاتلاً أو قاطع طريق، والله المستعان. [email protected]