كشف رئيس قسم الإعلام في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور شارع البقمي ل «الحياة» أن السنة المقبلة ستشهد تخريج أول دفعة من الصحافيات السعوديات في الجامعات السعودية، موضحاً أن عددهن يتجاوز 50 طالبة سيحصلن على درجة البكالوريوس في الصحافة. وأكد الدكتور البقمي أن المرأة السعودية بدأت تضع قدمها على أرض الإعلام بجدارة وتثبت نفسها، وأصبح المجتمع يفاخر حقيقة بالمرأة السعودية سواء على المستوى الإعلامي أو على مستويات كثيرة. وأشار إلى وجود عجز كبير لمسه خلال رئاسته قسم الإعلام في الجامعة. وقال: «تقصدنا الكثير من الصحف والقنوات الفضائية بحثاً عن الإعلامي المتميز سواء من الطلاب الخريجين أو الذين لا يزالون في مرحلة التدريب، بهدف استقطابهم واكتشاف الخامات الإعلامية الجيدة، وهذا يعطينا اعتقاداً أن هناك فعلاً حاجة ماسة للإعلامي المتميز والمتخصص». وأوضح أن قسم الإعلام لا يخرج صحافيين، بل أشخاصاً لديهم الدراية بالصحافة والإعلام، مؤكداً أنه إذا وجدت الرغبة والهواية فهو على يقين أن الذي سيتخرج سيصبح صحافياً وإعلامياً بارزاً، مضيفاً «مر علينا الكثير من الطلاب الذين ليس لديهم رغبة في الإعلام، ولكن الظروف وضعتهم فيه، وهؤلاء يتخرجون حاملي شهادة بكالوريوس فقط، غير مؤهلين أن يكونوا صحافيين وإعلاميين إذ لم يطوروا قدراتهم». وزاد: «وفي المقابل يوجد الكثير من المتميزين الصحافيين والإعلاميين لم يتخرجوا من الإعلام، وربما يعود السبب إلى أنهم لم يكتشفوا ميولهم الإعلامية إلا بعد تخرجهم ،أو لم تسنح لهم فرصة الدراسة الإعلامية، ومن هنا شعرنا بمسؤوليتنا تجاه المجتمع بأن نتيح له فرصة التعليم والدراسة الجامعية في الإعلام عبر نظام الانتساب الذي اقرته الجامعة أخيراً، ويعتبر أول برنامج انتساب يمنح درجة البكالوريوس على مستوى الجامعات السعودية إن لم يكن على مستوى الخليج العربي». وعلق رئيس تحرير صحيفة عكاظ محمد التونسي ل «الحياة» على موضوع الإعلامية السعودية قائلاً: «هناك سعوديات برعن في الإعلام إن في الصحافة أو التلفزيون، وأتمنى عدم المبالغة في الجدل حول عمل المرأة في الإعلام ما دامت تعمل في الإطار المشروع، وباعتقادي أن المرأة مرحب بها حتى في التلفزيون الذي كنت أعمل فيه، بدليل أنها كانت موجودة وفاعلة فيه». وأضاف التونسي: «أنا لست مع مقولة أن أقسام الإعلام لا تخرج صحافيين، لكن ثبت على مستوى النظرية والتطبيق أن كليات ومدارس الصحافة أو الإعلام مهما عظم شأنها غير مسؤولة عن تخريج ولو صحافي واحد جيد، وكذلك ثبت على المستوى نفسه أنه ليس شرطاً لكل من حصل على شهادة الدكتوراة في الصحافة أن يكون صحافياً جيداً، فهناك عوامل عدة في تقديري ويمكن تلخيصها في أن الصحافي يولد ويصنع معاً، وليس أحدهما دون الآخر». وأكد أن الإعلام في السعودية يعتمد على درجة المهنية. اليوم مثلاً العمل باحترافية مصدر حصانة قوي بالنسبة للعامل في مجال الإعلام، والعمل باحترافية يقتضي الدقة والمصداقية والرصانة في الطرح وهذه مقتضيات مهمة جداً، لكن أن يأتي شخص يخطئ أربعة أخطاء نحوية فهذا باعتقادي لا يصلح، ومؤكد أن الإعلام استعداد فطري، واستعداد ذاتي، وأيضاً دراسة. بدوره، قال الكاتب الصحافي محمد الحساني ل «الحياة»: «ليس صحيحاً أن الإعلام لا يخرج إعلاميين، ولكن قد يعطي الإعلامي معلومات نظرية يحتاج إلى تطبيقها في أرض الواقع، فإذا لم يمارس مهنة الإعلام على أرض الواقع سيصبح في نظر الناس غير إعلامي، ولكن الذين أتيحت لهم الفرصة من الذين درسوا إعلاماً واستفادوا من تجارب غيرهم فإنهم بعشقهم المهنة يبدعون، ومؤكداً أنه إذا لم يصاحب العلم النظري تطبيق في أي مجال فنتائجه لن تكون جيدة».