رحبت إسرائيل بقرار وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إدراج الجناح العسكري ل «حزب الله» على قائمة المنظمات الإرهابية، وإن اعتبره وزير الخارجية السابق رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية أفيغدور ليبرمان «غير كاف» لأنه لم يضم الجناح السياسي للحزب إلى القائمة. وبعث الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز برسالة شكر إلى الاتحاد قال فيها إنه يثمن عالياً القرار، معتبراً ذلك «خطوة مستوجبة وصحيحة لمنع انتشار الإرهاب، الذي لا يتوقف عند الشرق الأوسط فحسب إنما أيضاً يمس في كل بقعة في العالم كله وأوروبا». وأضاف أن القرار «ينقل رسالة صارمة لمنظمات الإرهاب والدول التي ترعاها في أراضيها». وكان ليبرمان بعث قبل عشرة أيام برسالة إلى وزيرة خارجية الاتحاد ألأوروبي كاثرين آشتون يحتج فيها على «عدم إحراز تقدم في المحادثات لإدراج حزب الله على قائمة الإرهاب»، معتبراً عدم إدراجه «رياءً لا يطاق». وقال ليبرمان أمس: «كعادتهم اكتفى الأوروبيون بالسير نصف الطريق وباتخاذ قرار جزئي وغير كاف». وأضاف أن الجناح العسكري ل «حزب الله» والجناح السياسي «هما وجهان لعملة واحدة، وعلى رأسهما يقف الشخص نفسه الشيخ نصرالله، وما المحاولة لإظهار كأن في الحزب جناحاً متطرفاً وآخر معتدلاً مشابهة للسؤال عما إذا كان آكل لحوم البشر يمكن أن يكون نباتياً». وزاد أنه «كان حرياً بالاتحاد الأوروبي أن يعرّف الحزب كله منظمة إرهابية وشمله بالكامل ضمن قائمة منظمات الإرهاب التي وضعها». ورأى ليبرمان أنه «يمكن فهم روح القرار من حقيقة أنه اتخذ بعد أن أزالت النمسا معارضتها، وليس لأنها اقتنعت بأن حزب الله منظمة إرهابية مثلما أقرت اللجنة الأممية الخاصة في مسألة اغتيال (رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق) الحريري، وليس بفعل استنتاجات سلطات الأمن البلغارية بعد قتل الإسرائيليين في منتجع بورغاس، وليس بفعل قرار محكمة في قبرص بأن حزب الله يقف وراء محاولة تنفيذ عملية ضد سياح إسرائيليين، إنما بفعل نشاط حزب الله في سورية والتهديدات على القوات النمسوية (المشاركة في القوات الدولية لحفظ السلام) في سورية (الجولان) UNDOF». وزاد أن «القرار يؤكد موقف إسرائيل من الحزب ونشاطاته في لبنان وما يشكله من خطر متصاعد على إسرائيل». ورحبت وزيرة القضاء تسيبي ليفني من جهتها بالقرار، وقالت: «وأخيراً، وبعد سنوات من المحادثات والتخبطات، فشلت محاولة الادعاء أن حزب الله هو حزب سياسي يحاول تبييض نشاطاته الإرهابية». وقالت: «اليوم يأتي الاتحاد الأوروبي ويقول إن ذلك لا يبيض النشاط الإرهابي للحزب، وهذا قرار كان يجب اتخاذه من فترة». وتابعت: «يمكننا أن نرى الجزء الثاني من المعادلة الناجم عن استئناف العملية السياسية مع الفلسطينيين، إذ منذ لحظة الإعلان عنه انقسمت المنطقة، ورأينا الأطراف المعارضة بقيادة إيران وحزب الله وحماس، والآن نحن أمام فرصة لتحالف جديد مع الجهات المعتدلة في الشرق الأوسط». وانضم إلى هذا الترحيب مختلف وزراء الحكومة من الأحزاب المختلفة في الائتلاف الحكومي وخارجه. وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية نقلت عن رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو قوله الأسبوع الماضي للوزيرة آشتون إنه «إذا لم يتم اعتبار حزب الله منظمة إرهابية، فإنني لا أفهم ما هي المنظمة الإرهابية». وكان نائب وزير الخارجية زئيف ألكين عقد الأسبوع الماضي سلسلة اجتماعات مع كبار موظفي الوزارة الذين كلفوا إقناع دول أوروبا بالتصويت إلى جانب قرار إدراج «حزب الله» على قائمة الإرهاب.