اختبرت طفلة سعودية تبلغ من العمر أربعة أعوام حاسة السمع للمرة الأولى بعد جراحة معقدة أجراها فريق طبي سعودي من مركز الملك عبدالله التخصصي للأذن على مدى ساعتين لزرع أحدث قوقعة إلكترونية على مستوى العالم. وتشكّل هذه العملية سابقة في المملكة والمنطقة من حيث استخدامها لقوقعة SYNCHRONY الإلكترونية واعتمادها لأفضل تقنية ممكنة لمستخدمي زرع قوقعة الأذن والمعروفة باسم Triformance. وقام الفريق الجراحي لمركز الملك عبدالله التخصصي للأذن في مستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي برئاسة الدكتورة فداء المهوس بإجراء الجراحة أخيراً. واعتمد الفريق المكوّن من ستة كوادر سعودية على أحدث التقنيات التي يحرص المركز على استقطابها ومواكبتها في إطار تنفيذ توجهات الخطة الوطنية الشاملة التي تبنّتها المملكة للتعامل الاستباقي والباكر مع المشكلات والإعاقات السمعية لدى الأطفال وحديثي الولادة. وعن الجراحة قال مدير مركز الملك عبدالله التخصصي للأذن الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن حجر: «إنه لشعور طيّب أن يحظى فريقنا الجراحي السعودي بشرف الإسهام في تمكين هذه الطفلة من الاستماع لأصوات العالم من حولها لأول مرة. استعد فريقنا جيداً للعملية. واستخدمنا أحدث زراعات القوقعة الإلكترونية التي تعتمد تقنية فريدة من نوعها تجمع بين خاصية التغطية الكاملة لقوقعة الأذن والحفاظ في الوقت نفسه على هيكليات الأذن الداخلية بالتزامن مع ميزة الترميز التقني التي تعمل على تنقية الأصوات لتقديم أفضل سمع ممكن للطفلة». وتمثّل قوقعة SYNCHRONY الإلكترونية أحدث الزراعات التي توفرها إحدى الشركات النمسوية العالمية لحلول زرع الأجهزة السمعية في كل الدول التي تلتزم بتصنيف (CE) لمعايير الجودة الأوروبية، ومن ضمنها المملكة العربية السعودية. وتستخدم القوقعة الإلكترونية نظام Triformance MED-EL الذي يحافظ على مكونات الأذن الداخلية ويوفر أنقى جودة ممكنة للأصوات التي تلتقطها القوقعة المزروعة. ويشكّل نجاح الجراحة الأولى من نوعها تتويجاً للجهود الحكومية والأهلية التي تبذلها مختلف القطاعات بالمملكة للتصدي للأمراض والإعاقات السمعية، والتي شملت حتى الآن البدء بتطبيق المسح السمعي على كل المواليد في المرافق الصحية بالمملكة، وإنشاء «السجل الوطني للإعاقة السمعية»، وتأسيس «اللجنة الوطنية لمكافحة اعتلال السمع»، وتحديد «اليوم السعودي التوعوي لعلاج مشاكل السمع وزارعة القوقعة» الموافق 30 تشرين الثاني (نوفمبر) من كل عام، بموازاة توطين أحدث الجراحات السمعية التي تنفذها المراكز التخصصية المتطورة في المملكة اليوم. وفي هذا السياق، أكّد الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن حجر أن مركز الملك عبدالله التخصصي للأذن يعد الأول من نوعه في مجال معالجة الإعاقة السمعية وزرع السماعات، ليس فقط على مستوى المملكة بل وفي المنطقة عموماً، لافتاً إلى دور المركز كمرجع في التوعية بالإعاقة السمعية وطرق علاجها، والخدمات التدريبية للأطباء والاختصاصيين وعدد من الكوادر الوطنية لتقديم أفضل الخدمات الطبية للمرضى. وأجمَلَ الأستاذ الدكتور تعريف المركز بأنه «مركز علاجي تدريبي بحثي متطور في مجال الإعاقة السمعية وزرع السماعات».