كشفت جمعية تنشيط التبرع بالأعضاء (إيثار)، عن معاناتها في إقناع ذوي المتوفين دماغياً الذين سبق لهم الموافقة على التبرع بأعضائهم، بالتبرع. فيما أكد مسؤول زراعة الأعضاء في المملكة الدكتور حسان عبدالله الخناني، زيادة أعداد المتبرعين بأعضائهم، مقارنة بالعام الماضي، بنسبة «عالية». وأعلنت «جمعية إيثار» عن إطلاق لجنة خاصة للتبرع بالدم بعد عيد الفطر المبارك، بالتنسيق مع الشؤون الصحية في المنطقة الشرقية، لتشجيع المواطنين على التبرع بالدم. ويصاحب انطلاقة اللجنة، حملة موجهة للمجتمع عبر جميع الوسائل للدعوة إلى التبرع بالدم، والتواصل مع بنوك الدم ومعرفة النقص لديها. ونظمت الجمعية مساء أول من أمس، حفلة بمناسبة منح 44 متبرعاً ومتبرعة بالأعضاء، وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الثالثة، بحضور أعضاء من المركز السعودي لزراعة الأعضاء وعدد كبير من المسؤولين ومن أقارب المتبرعين. وأوضحت أن «نسبة المتبرعين لا زالت متدنية في المملكة فهناك 13 ألف مريض يعانون من الفشل الكلوي، وفي المقابل يوجد 50 متبرعاً فقط». ولفتت الجمعية إلى أن الفجوة «كبيرة جداً». وأكدت الجمعية سعيها إلى «تثقيف الأهالي بأهمية التبرع بالأعضاء، والتواصل مع الذين لديهم متوفون دماغياً، من خلال لجنة الشفاعة الحسنة في الجمعية، لزيادة أعداد المتبرعين، ورفع نسبة التبرع، حتى نقترب ولو قليلاً من النسب العالمية بالتبرع بالأعضاء»، مشيرة إلى أن «كل متوفى دماغياً، يمكنه من خلال التبرع بأعضائه أن ينقذ 8 أشخاص، هم في أمس الحاجة إلى تلك الأعضاء، مثل القلب الكبد والطحال والكلى، وغيرها من الأعضاء الأساسية». وتقدم إلى الجمعية أكثر من ألفي شخص، بطلب التبرع بأعضائهم، ولكن «إيثار» أقرّت بأنها تواجه «مشكلات مع بعض أهاليهم بعد الوفاة المتبرع دماغياً، في إقناعهم بتبرع قريبهم بأعضائه قبل الوفاة، وسماح ذوي المتبرع بالإفادة من أعضائه»، مشيرة إلى «رفض أقارب المتوفى التبرع بأعضائه»، موضحة أن هناك «اشتراطات طبية للمتبرع، بأن يكون جسمه وأعضاؤه سليمة، وليست لديه أمراض مزمنة مثل: السكر، وغيره، وهذا يرجع إلى التقييم الطبي، وأحقيته في التبرع من عدمه». بدوره، أكد مسؤول زراعة الأعضاء في المملكة الدكتور حسان الخناني، زيادة أعداد المتبرعين بأعضائهم عن العام الماضي بنسبة «عالية»، مؤكداً أن الأرقام التي سجلها المركز السعودي لزراعة الأعضاء توضح أن هناك «ارتفاعاً في نسب المتبرعين، بفضل وعي المجتمع بأهمية التبرع بالأعضاء»، مشيراً إلى أن المتبرع بالأعضاء يحصل فور تبرعه على وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الثالثة، إضافة إلى حوافز تشجيعية تمنحها جهات حكومية وخاصة. وقال الخناني: «إن نسبة المصابين في المملكة تعد مساوية للمعدل العالمي، فلدينا في المملكة 13 ألف حالة يقومون بالتنقية الدموية. فيما يصاب بالفشل الكلوي على مستوى المملكة 500 مريض سنوياً. والنسبة ذاتها لمرضى القلب، فضلاً عن 200 حالة سنوياً تحتاج لزراعة رئة»، موضحاً أن «نسبة نجاح نقل الأعضاء لا تقل عن المراكز المتطورة عالمياً، وبنسبة تفوق 98 في المئة، ولا يوجد مراكز تتجمع فيها الأعضاء جميعها، على مستوى دول المنطقة ودول العالم العربي، مثل ما يوجد في المملكة». وأشار إلى أن لجنة الشفاعة الحسنة التابعة لجمعية «إيثار» قابلت 7 حالات متوفين دماغياً خلال شهر واحد فقط، لإقناع ذويهم بالتبرع بالأعضاء، وتعمل الجمعية وفق الإجراءات الصحيحة، فالمركز هو الجهة المخولة على مستوى المملكة ودول الخليج لوضع السياسات. و«إيثار» تؤدي سياسات المركز ذاتها، في إقناع المتبرعين بالأعضاء.