اعتبرت سورية أن «عدم «تقديم العراق أدلة ووثائق حقيقية على اتهامها بتفجيرات الأربعاء الدامي» في بغداد «وتلفيق الأدلة عبر الفضائيات واستدعاء السفير تأكيد لوجود قرار سياسي عراقي بتخريب العلاقات السورية - العراقية»، واستخدام التفجيرات «للمطالبة بتسلم معارضين عراقيين لاجئين في سورية». وبرزت مواقف عراقية متضاربة من الأزمة مع سورية، ففيما رفض نائب رئيس الجمهورية القيادي في «المجلس الأعلى» عادل عبد المهدي التصعيد، اعتبر وزير الخارجية هوشيار زيباري تصريحاته «غير مسؤولة»، مشدداً على حق العراق في تدويل الأزمة. في غضون ذلك، قال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو، بعد لقائه الرئيس حسني مبارك في القاهرة أمس، انه لمس «توجهاً ايجابياً للغاية في كل من العراق وسورية» لاحتواء التوتر الذي اعترى العلاقات بين البلدين. وأفادت «الوكالة السورية للأنباء» ان وزارة الخارجية استدعت أمس رؤساء البعثات الديبلوماسية المعتمدين في دمشق لاطلاعهم على موقفها من الأزمة مع بغداد، واتهمت السلطات العراقية ب «استخدام مسألة تفجيرات بغداد للمطالبة بتسلم معارضين عراقيين لاجئين في سورية». وأضافت أن «عدم تقديم بغداد أدلة ووثائق حقيقية على اتهاماتها ولجوءها الى وسائل الإعلام وتلفيق الأدلة عبر الفضائيات واستدعاء السفير يؤكد وجود قرار سياسي عراقي بتخريب العلاقات السورية - العراقية، الأمر الذي يستوجب من سورية بالمقابل اتخاذ الإجراءات المناسبة». وأوضحت الوزارة للديبلوماسيين ان دمشق «كانت سباقة في ادانة التفجيرات الإرهابية التي أصابت وزارتي المال والخارجية في بغداد وذهب ضحيتها أعداد كبيرة من المواطنين العراقيين الأبرياء، كما أكدت مراراً حرصها على حياة المواطنين العراقيين وأمن العراق واستقراره»، متسائلة «ما مصلحة سورية من وراء هذه التفجيرات وهي التي كانت في مقدم الدول التي فتحت سفارتها في بغداد وتبادلت السفراء وزيارات المسؤولين بين البلدين والإعلان عن إقامة مجلس للتعاون الاستراتيجي الشامل بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين وذلك قبل يومين من وقوع التفجيرات». وأشارت الى ان وزير الخارجية وليد المعلم كان ابلغ نظيره العراقي هوشيار زيباري ان «الحرص على العلاقات السورية - العراقية يتطلب من العراق تشكيل وفد أمني عراقي يحمل الأدلة والوثائق الحقيقية التي لديه عمن يقف وراء تلك التفجيرات. وإذا ثبتت صحة هذه الادعاءات فإن سورية جاهزة للتعاون وستتخذ الإجراء المناسب». وزادت «ما يذكره بعض المسؤولين العراقيين من انهم قدموا لسورية عبر وزير خارجية تركيا ما لديهم من أدلة حول التفجيرات التي وقعت لا يعبر عن الحقيقة، لأن ما قدموه لا يمت بصلة للتفجيرات الأخيرة وإنما كان موضع مداولات بين سورية والعراق في الماضي». وكان عادل عبد المهدي رفض التصعيد ضد سورية، نافياً علاقة البعثيين بتفجيرات الأربعاء، ومشيراً إلى أن تنظيم «القاعدة» تبنى العملية. وطالب ب «عدم السكوت عن الخروقات، سواء من هذا الجانب او ذاك». ودعا إلى «طرح الأمور بكل جدية وإصرار لكن بالطرق غير الإعلامية أو الهجومية». وقال ان «مصلحة العراق وسورية ان يتجها الى الحلول السلمية وليس الى اي شيء آخر»، موضحاً ان «العراق أرهقته الصراعات القديمة ولا نريد ان نعود الى تلك الدوامة». لكن زيباري أبدى استغرابه الشديد لتصريحات عبد المهدي التي وصفها ب «غير المسؤولة»، مشدداً على حق العراق باللجوء إلى الأممالمتحدة للاقتصاص من المجرمين. وطالب المسؤولين ب «توضيح موقفهم من تصريحات الرئيس (بشار)الأسد، عندما وصف الموقف العراقي باللا أخلاقي». في غضون ذلك، قال داود أوغلو بعد لقائه الرئيس مبارك أمس في القاهرة: «لمست توجهاً ايجابياً للغاية في كل من العراق وسورية، واطلعت في البلدين على ما لديهما من معلومات بخصوص الوضع الحالي ونقلت ذلك الى الجانبين». وأضاف «ان تركيا ستستمر في دورها في هذه المسألة، وستبذل كل ما في وسعها من اجل احتواء الموقف وبناء الثقة» بين البلدين.