في ما بدا أنه فصل جديد في مسلسل توتر العلاقات بين مصر وإيران، اتهمت القاهرة أمس طهران بتقديم دعم لعناصر تنظيم ضُبط أخيراً بهدف نشر الفكر الشيعي في البلاد، معتبرة أن الإجراء «يضر بالمصالح العليا والأمن القومي لمصر». وقالت مصادر مصرية إن «تحريات أجهزة الأمن أثبتت تلقي عناصر التنظيم الشيعي، والذي أعلن عن توقيفه في نيسان (أبريل) الماضي، أموالاً من إيران بهدف دعم نشاطهم». وأوضحت ل «الحياة» أن «زعيم التنظيم، الداعية الشيعي حسن شحاتة، كان يتردد على طهران، والتقى خلال زياراته بمرجعيات شيعية هناك وحصل منهم على أموال بهدف دعم نشاط التنظيم». وأشارت المصادر إلى أن «عمليات تعقّب جرت خلف شحاتة أثبتت ورود أموال إليه من إيران وأنه خبّأها في مصارف أجنبية». وشددت على «أن الأجهزة الأمنية لن تتوانى عن كشف أي عمليات أو مؤامرات تقوم بها دول أو تنظيمات بهدف الإخلال بالأمن القومي للبلاد». وجددت نيابة أمن الدولة العليا أمس سجن 13 عضواً في «التنظيم الشيعي» يتقدمهم زعيم التنظيم الداعية حسن شحاتة مدة 15 يوماً على ذمة التحقيقات التي تجري معهم في شأن اتهامات تتعلق ب «نشر الفكر الشيعي وازدراء المذهب السني وسب أمهات المؤمنين وازدراء الصحابة، وتلقي أموال من دول خارجية (إيران) لدعم التنظيم». واطلعت «الحياة» على محاضر التحريات التي كشفت أن «عناصر التنظيم سعوا كجماعة منظمة إلى الإساءة للإسلام والترويج لأفكار متطرفة بقصد الإثارة والتحريض على الفتنة وازدراء الأديان السماوية والطوائف المنتمية للمذهب السني والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي». وأشارت التحقيقات إلى أن «زعيم التنظيم حسن شحاتة، والذي كان يعمل في السابق خطيباً لأحد مساجد محافظة الجيزة (جنوبالقاهرة) ومقدماً لبرنامج شهير بالتلفزيون المصري تحت عنوان (أسماء الله الحسنى) الذي قدّمه منذ سنوات، يُعد المرجع الأعلى للمتشيعين المصريين، وبمثابة حلقة الوصل المباشرة بينهم وبين إيران التي زارها مرات عدة». وأوضحت التحريات التي أجراها جهاز أمن الدولة «أن شحاتة كان يقوم خلال زياراته إلى طهران بالالتقاء بمرجعيات شيعية إيرانية، ويتلقى منها التعليمات، التي ينقلها بدوره من خلال أحد الوسطاء إلى عناصر المجموعات النشطة في مصر، والتي تتواجد في عدد من المحافظات المصرية». وأفادت مصادر أمنية «الحياة» أن الأجهزة الأمنية «ضبطت بحوزة عناصر التنظيم المئات من شرائط الكاسيت والكتب الدينية لشحاتة والتي كان يروّج فيها لأفكاره المتطرفة من طريق ضخ كم كبير من الأفكار والمعتقدات الشيعية بهدف التأثير في عوام الناس والقطاعات الشبابية». وواجهت النيابة في تحقيقاتها مع عناصر التنظيم بالتسجيلات التي تتضمن «تحريضاً على الفتنة ومهاجمة للسنة والترويج للفكر الشيعي» وحشد المؤيدين له في مصر. ونسبت النيابة إلى شحاتة تهمة تلقي دعم مادي من القيادات الشيعية خارج مصر للإنفاق على المصريين الشيعة والدعوة إلى المذهب الشيعي وقيامه بإيداع تلك الأموال في بعض فروع البنوك الأجنبية والوطنية داخل مصر، وأنه كان يقوم بعقد الكثير من اللقاءات التنظيمية في منازل أعضاء المجموعة من أجل الدعوة وتكوين أنصار للمذهب الشيعي في مصر. وأوضحت التحقيقات أن التسجيلات التي يتم تداولها لشحاتة في الأسواق وعبر شبكة الإنترنت «تطاول فيها على الخلفاء الراشدين».