تنشر الفلسطينية فرح بكر (16 عاماً) تغريداتها باللغة الإنكليزية عبر موقع "تويتر". تكتب في غرفة نومها من قطاع غزة، عن الحياة تحت نيران القذائف والمدافع، وتنشر صوراً ومقاطع فيديو للغارات الإسرائيلية، بهدف توثيق ما تشاهده من فظائع. نشرت فرح تغريدة عبر "تويتر" في 28 تموز (يوليو) الماضي، عن الليلة التي وصفتها بأنها شهدت أعنف الغارات الاسرائيلية على غزة. حينها قالت: «هذه منطقتي، لا أستطيع الكفّ عن البكاء، قد أموتُ الليلة»، وتلقت في المقابل 17 ألف تغريدة داعمة لها، من شتى أنحاء العالم. مع بداية الهجمات الإسرائيلية على غزة في تموز (يوليو)، كان عدد متابعي فرح على "تويتر" نحو 800 شخص، ارتفع عددهم خلال الشهر الأول من العدوان إلى 154 ألف متابع، واليوم يتجاوز العدد 200 ألف، ما جعلها «سفيرة فلسطين على تويتر». تصف فرح نفسها بأنها ناشطة على "تويتر" منذ حرب 2012، لكنها تقول إنها لم تكن ناشطة بما فيه الكفاية، نظراً لصغر سنّها في ذاك الوقت. وتعزو سبب استخدامها الموقع، إلى رغبتها بدعم قضية فلسطين بأيّ طريقة. توضح فرح إن سرّ وصول عدد متابعيها عبر "تويتر" إلى الآلاف، يكمن في صغر سنها، وفي أن كل ما تكتبه حقيقي، بالإضافة إلى اهتمامها بالجانب النفسي الذي لا تعيره وسائل الإعلام الأخرى انتباهاً كافياً، ناهيك عن نشرها مقاطع فيديو وأخرى صوتية لوقائع العدوان الإسرائيلي على غزة. «لا أشعر بالأمان أبداً، لأنني يمكن أن أُستهدف في أي لحظة»، تقول فرح، وتضيف: «في هذه الحرب أرى أن الهدف الأساس هو المدنيين، صحيح أن حربَي 2008 و2012 كانتا سيئتين جداً، لكن هذه الحرب هي الأسوأ، لأنني في الحربين الماضيتين كنتُ أشعر بأنني لن أُستهدف، بخلاف هذه الحرب». وتتابع: «لا يمكن الهرب من هذه الحرب، لأن الطرق مغلقة، والأمكنة الوحيدة هي مدارس الأونروا، لكنها معرّضة للاستهداف أيضاً، إذ لا يوجد فيها أي ملاجئ». وتروي حادثة خروجها فجراً من البيت مرة وهروبها إلى بيت جدتها، عندما قذفت طائرة استطلاع صاروخاً تحذيرياً على بيت جيرانهم كان الهدف منه نشر الذعر في النفوس. وفرح، التي لم تفقد أياً من أقاربها في العدوان إلا أن أمها جُرحت عندما تم استهداف سيارة مارّة أمام المنزل، تعبّر عن شعورها بالاعتزاز لنجاحها في نشر ما تسبّبه الحرب جسدياً ومعنوياً لسكان غزة، بسبب ما يرتكبه الكيان الصهيوني. وعن أحلامها المستقبلية، تقول فرح بكر إنها تريد أن تصبح محامية، لتساهم في دعم القضية الفلسطينية واسترجاع حقوق الشعب الفلسطيني. وتعتبر أن مؤسسات حقوق الإنسان "كاذبة". كما تدعو الناشطين الفلسطينيين إلى عدم الانتماء إلى أي حزب سياسي، مؤكدة أن الفلسطينيين ربحوا الحرب إلكترونياً.