اتهم مسؤول مراقبة عمليات القرصنة البحرية في الاتحاد الأوروبي القائد العام للجيش الاستوني الأدميرال تارمو كوتس إسرائيل بالوقوف وراء خطف السفينة الروسية «أركتيك سي» نهاية تموز (يوليو) الماضي التي عثرت عليها البحرية الروسية قبل نحو أسبوعين قبالة سواحل الرأس الأخضر في المحيط الأطلسي. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» في عنوانها الرئيس أمس عن تحقيق صحافي نشرته مجلة «تايم» الأميركية، أن قراصنة من الاستخبارات الإسرائيلية الخارجية «موساد» أو من آخرين مأجورين لإسرائيل كانوا وراء حادث الاختفاء الغامض للسفينة الروسية بداعي أنها كانت تنقل صواريخ إلى سورية أو إيران. وكانت السفينة الروسية في طريقها من فنلندا إلى الجزائر حيث كان يفترض أن تصل في الرابع من الشهر الماضي. وفي 24 تموز (يوليو) الماضي، أبلغ بعض أعضاء طاقم السفينة ال 15 الشرطة السويدية بأن مجموعة من عشرة رجال ملثمين اعتقلوهم وضربوهم واحتجزوا السفينة قرب جزيرة في السويد. وأعلنت الشرطة السويدية أنها لم تبعث بأفراد منها لمراقبة السفن في المنطقة، وأن طاقم السفينة أبلغها لاحقاً أن القراصنة غادروا السفينة على متن قارب منتفخ بعد 12 ساعة من السيطرة عليها. وتضيف المجلة أن السفينة عادت واختفت تماماً أواخر تموز (يوليو) قبالة الشواطئ الفرنسية واتجهت فجأة إلى منطقة نائية في المحيط الأطلسي. واستمر اختفاؤها نحو أسبوعين من دون أن تتدخل روسيا، لكن في 12 من الشهر الماضي، أعطى الرئيس الروسي أوامره لوزير دفاعه باتخاذ كل الإجراءات واستخدام كل الوسائل للعثور على السفينة، وفعلاً تم العثور عليها بعد أربعة أيام من البحث وتم اعتقال القراصنة الثمانية ونقلهم إلى موسكو التي فرضت تعتيماً شاملاً على القضية. وأشارت المجلة إلى أن المعتقلين هم من مواطني روسيا واستونيا. وبحسب الرواية الروسية الرسمية، فإن السفينة غادرت فنلندا في 22 تموز (يوليو) وعلى متنها شحنة خشب بقيمة مليوني دولار في اتجاه الجزائر، ثم تعرضت للقرصنة بعد يومين من إبحارها. لكن الأدميرال الأستوني شكك في صدقية تبريرات الحكومة الروسية لاختفاء السفينة لأكثر من أسبوعين واعتبرها غير منطقية، «ومن هذا السلوك، يُستنتج فقط أن صواريخ كانت على متن السفينة، ولا تفسير آخر لما حصل سوى أن إسرائيل اعترضت السفينة». وقال للمجلة إن روسيا لم تنجح في تفنيد الادعاء حول نقل السفينة لصواريخ، «وسيطرة إسرائيل على السفينة هي التفسير الوحيد المنطقي». واعتبر مسؤولون روس ادعاء الأدميرال «هراء». وأشارت المجلة إلى أنه مع اختفاء السفينة، ارتفعت أصوات في روسيا تتهم إسرائيل بالوقوف وراء القرصنة، «حتى جاءت أقوال المسؤول الأوروبي ومعلقين كبار في روسيا رأوا أن إسرائيل أرادت عملياً منع نقل الصواريخ لسورية أو لإيران، وأنها تريد استخدام هذه القضية ورقة مساومة مع روسيا في ما يخص ميزان التسلح في المنطقة»، كما قالت للمجلة المحللة السياسية الروسية يوليا لاتينينا. ونقلت صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» عن ضابط كبير في البحرية الروسية قوله ان السفينة كانت تنقل صواريخ متطورة مضادة للطائرات أو صواريخ بحرية لإيران، وأن «مافيا السلاح» في روسيا تقف وراء الشحن بالتعاون مع موظفين روس كبار. وأشارت «تايم» إلى قيام الرئيس شمعون بيريز بزيارة مفاجئة لموسكو غداة العثور على السفينة والتقائه في اجتماع مغلق دام أربع ساعات الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف «وتباحثا في بيع أسلحة وعتاد متطور لدول معادية لإسرائيل»، بحسب ما جاء في حينه في بيان لوزارة الخارجية الإسرائيلية، «ما قد يؤشر إلى ضلوع إسرائيل في الحادث».