"لا مجال لإذاعة البرنامج هذا الأسبوع حتى تهدأ الأوضاع"، "سلامة الناس أهم من البرنامج"... هكذا أعلن الإعلامي المصري باسم يوسف، منتصف ليل أمس، عبر صفحته الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك وتويتر، أن لا مجال لإذاعة حلقة برنامجه الأسبوعي "البرنامج" هذا الأسبوع. في ظل ما تشهده مصر من احتجاجات ضد الرئيس المصري محمد مرسي، ومباشرةً بعد الخطاب الذي ألقاه مرسي منتصف ليل أمس، والذي تمسّك فيه بمنصبه، ورغم أن هذا الخطاب كغيره من الخطابات، قد يشكّل مادة دسمة بالنسبة إلى "البرنامج" الساخر، رفض يوسف أن يقدم حلقته هذا الأسبوع، معتبراً أن "سلامة الناس أهم اليوم من البرنامج"، وكتب على تويتر "الموضوع مش هزار بالطريقة دي"، مضيفاً " خطاب مرسي لا يوجد به أي شئ مضحك، وهذا خطاب يؤدي لمزيد من العند وربما العنف، ومرسي أول رئيس محرض منتخب''. إذاً قرر الإعلامي الساخر، الذي يعتبر أحد أبناء ثورة 25 يناير التي أطاحت نظام الرئيس السابق حسني مبارك، أن لا يشارك في أي تجييش إعلامي قد يحصل من خلال برنامجه، لأن الوضع اليوم في مصر بالنسبة إليه في منتهى الحساسية، و"نحن لا نعلم ما قد يحدث من ساعة إلى أخرى من أحداث سياسية أو في الشارع". عدد كبير من متابعي باسم يوسف اعترض على هذه الخطوة، فهم ينتظرون حلقاته بفارغ الصبر. إذ بات يشكّل هذا الإعلامي الساخر متنفّساً كبيراً بالنسبة إلى عدد كبير من الشعب المصري، لأنه يعبّر بطريقته الفكاهية، عن ما يريدون قوله، ويعرضه في إطار فكاهي ساخر وروح نقدية تفرج عن همّهم. إلا أن يوسف لم يسلم، بعد عدد كبير من حلقاته الهازئة من الرئيس، من الاستدعاء إلى التحقيق بتهمة "إهانة الرئيس". فتم استدعاؤه، في آذار الفائت، للتحقيق معه في بلاغ قدمه أشخاص بتهمة "إهانة رئيس الجمهورية" و"السخرية منه"، على خلفية عرضه شريطاً مصوراً لمؤتمر صحافي لمرسي ومرشد "الإخوان المسلمين" محمد بديع، بدا فيه أن الأخير يلقن مرسي عبارات لترديدها، وتعليقه على الشريط، قائلاً إن "مرسي يستحق جائزة أوسكار أحسن ممثل". وفي سياق التحقيق مع يوسف، اعتبر الزميل فالح عبد الجبار في مقال بعنوان "خوف الإسلاميين من الضحك"، (الحياة – 21/04/2013)، أن "باسم يوسف هو العلاج الوحيد لتجهم الديكتاتوريات المقدسة". ووصف استدعاء النظام للإعلامي المصري بأنه "إعلان إفلاس سياسي، وهو خوف من أي صوت مخالف".