لا تزال شخصية « البلطجي» تفرض نفسها على مؤلفي الدراما التلفزيونية المصرية، ولن تختفي في تلك التي من المتوقع عرضها خلال شهر رمضان المقبل. شخصية البلطجي، على رغم تقديمها في أكثر من عمل خلال رمضان الماضي، مستمرة هذا العام من خلال العديد من الأعمال الجديدة. ومن بين أبرز هذه الأعمال التي تتناول هذه الشخصية التي باتت فاقعة في الحياة الاجتماعية المصرية خلال الأعوام الأخيرة، مسلسل «الحكر» من بطولة محمود عبد المغني وتأليف طارق بركات وإخراج أحمد صقر. ونجد الشخصية كذلك في مسلسل «حاميها حراميها» من بطولة سامح حسين، وتأليف محسن رزق، وإخراج عصام شعبان، فضلا عن وجودها في مسلسل «فرعون» من بطولة خالد صالح، وأحمد صفوت، وتأليف ياسر عبد المجيد وعمرو الشامي وإخراج محمد علي. ويناقش كل عمل من هذه الأعمال شخصية «البلطجي» بطريقة مختلفة، حيث يجسّد عبد الوهاب في «الحكر» نموذجاً للحاكم والمحكوم ويعرض للصراع الدائم بين الخير والشر، متسائلاً ما هي الدوافع التي تجعل الإنسان يتحول إلى بلطجي. بيد أن ما يقدم هنا هو لون خاص من البلطجة، البلطجي الذي يعتبر نفسه المسؤول عن أمن الحارة التي يسكن بها منفذاً شعاره القاضي باتباع القوة والعنف للوصول إلى الحق قبل أن يكتشف أنه يري الدنيا بطريقة خاطئة ويكون هذا من أسباب تحول شخصيته ليرى بعد ذلك الحياة على الشكل الصحيح. بلطجة ضاحكة من ناحيته يقدم الفنان سامح حسين لونا كوميديا للبلطجة، يحاول أن يناقش من خلاله الصراع الدائم بين البلطجي والشرطة عبر تجسيده للتوأم (ميشو، فطين) في مسلسل «حاميها حراميها». فمن الذي سينتصر في النهاية؟ ومؤلف هذا المسلسل محسن رزق يدافع عن تكراره تقديم شخصية البلطجي في غير عمل، مشيراً إلى أنه «من الممكن تقدم شخصية البلطجي أكثر من مرة، لانتشارها في الشارع المصري بمختلف الصور، ما يجعلها مادة خصبة للكتابة، وذلك لاحتوائها على ألوان وأنواع عدة». إلى هذا، يقدم الفنان أحمد صفوت البلطجي من زاوية مختلفة، على حد قوله، حيث يجسد شخصية «إبراهيم» في مسلسل «فرعون». وفي هذا الإطار يرى عمرو الشامي أن البلطجة لها وجوه عديدة: «لذا فإننا في «فرعون» نناقش فكرة الصراع الداخلي لدى البلطجي، ونصوّر لجوء إبراهيم إلى التحايل على الشر باستخدام الخير، بمعنى: صحيح أنه بلطجي، لكنه لا يجور على ضعيف ولا يأخذ حقاً منه، بل يعمل على إرجاع الحق إليه، وفي الوقت نفسه يتقاضى الأموال من الأغنياء مستغلاًّ قوته في الصراع الدائم بين رجال الأعمال». نحو الثراء من ناحية أخرى، يجسد الفنان الأردني منذر رياحنة دور البلطجي في مسلسل «العقرب»، حيث يلعب شخصية جابر البلطجي الفقير الذي يعيش في حارة شعبية ويتملكه طموح كبير في أن يصبح ثرياً، فيسعى لتحقيق ذلك من خلال البلطجة. الطريف أنه أثناء التصوير الخارجي لمسلسل «العقرب» في منطقة الحطابة، اندلعت مشاجرة في أحد المنازل المجاورة للتصوير، فتدخل منذر ونجح في فض المشاجرة واحتواء الموقف قبل أن يتصاعد إلى إطلاق نار بين الطرفين، وهو ما اعتبره فريق العمل تقمصاً لدور البلطجي الذي يجسده. والمسلسل تأليف حسام موسى، وإخراج نادر جلال. وفي مسلسل «مزاج الخير»، الذي يناقش ملف انتشار مخدر «الترامادول»، يقوم محمد نجاتي بدور تاجر المخدر الذي «يعمل» أيضاً «بلطجيّاً» في أحد الكباريهات، وهذا المسلسل من تأليف أحمد عبد الفتاح وإخراج مجدي الهواري ويشارك في بطولته سميحة أيوب وحسن حسني وعلا غانم ومحمد نجاتي ومحمد شومان وياسمين جيلاني وعبير صبري ومي سليم وحسين الإمام ومحمود الجندي ومحمود البزاوي ووفاء قمر. أما في مسلسل «نظرية الجوافة»،فتجسد إلهام شاهين شخصية طبيبة أمراض نفسية تقابل العديد من النماذج الموجودة في المجتمع، ومن خلال تلك المقابلات تتعرض لقضايا اجتماعية، ومن بين تلك النماذج شخصية «البلطجي» المحترف. ويقدم أحمد زاهر في مسلسل «الصقر شاهين» دور منذر، السماك البلطجي الذي يقضي معظم أوقاته في مقهى موبوء موجود تحت منزل تعيش فيه بعض الفتيات. وهو يعشق ليلي (شيري عادل) ويرغب في الزواج منها لكنها مولعة بحب شاهين (تيم الحسن)، فيحاول عمها أن يقنعها بالزواج منه إلا أنها ترفض بشدة، الأمر الذي يؤدي إلى وقوع معركة ومشادة بين شاهين ومنذر يلقن فيها شاهين منذر درساً، وبالفعل ينجح في الزواج من ليلي رغماً عنها، وفي نهاية الأحداث يتم طلاقها لتتزوج بمن تحب. كذلك تظهر أخيراً أحداث البلطجة من خلال ظاهرة سرقة السيارات بالإكراه في مسلسل «اسم مؤقت»، حيث يتعرض البطل يوسف الشريف لحادث سرقة سيارته بالإكراه، ما يفقده الذاكرة.