أكد رئيس هيئة جائزة الشاعر محمد الثبيتي الدكتور عالي القرشي وجود جائزة أدبية تحمل اسم الشاعر وقفة وفاء لتجربته الشعرية. وقال القرشي في حديثه ل«الحياة»: «إن تجربة الشاعر محمد الثبيتي التي ظهر فيها في الثمانينات من القرن الميلادي الماضي أثبتت حضوره عربياً، إذ كان وعدد من الشعراء الشباب يستضافون في مراكز عربية، وتقام حول شعرهم القراءات النقدية». وأضاف: «حين انجلاء الموقف من الحداثة الشعرية بين مؤيد ومعارض ظهر تأثير هذه الأسماء في الحراك النقدي وكان للشاعر محمد الثبيتي قدح في هذا الحراك لأن تجربته نقلت الشعر من التقريرية والمباشرة إلى الاشتغال على الإيحاء، ثم إن هذه التجربة أحدثت تفاؤلاً حياً مع التراث العربي والثقافي، إذ كان يستحضر رموزاً ثقافية ويقيم معها حواراً داخل النص الشعري، وفرض على متلقي شعره مقتضيات جديدة جعلت القارئ لا يتوقف عند اقترانات محددة، وأصبح يلزمه أن يفتح هذه الاقترانات للتفاعل مع الشعر. وعن مجريات جائزة الثبيتي للشعر والفائزين بها علّق القرشي قائلاً: «حين يقوم أدبي الطائف بتبني الجائزة فإنه يراود وضع هذه التجربة أمام الحراك الشعري المعاصر، ويود كذلك أن يكرّم هذا التسابق الشعري في ولادة تجربة الثبيتي واستيحاء عوالمها ويشجع أيضاًَ نموها وتنميتها وفتح آفاق جديدة في أفق التجربة حتى وإن اختلفت عنها». وتابع: «تجربة الجائزة في دورتها الأولى كانت ناجحة، واستقطبت حماسة الشعراء والباحثين»، مشيراً إلى أنه ستتم الاستفادة من جميع التجارب الأخرى وردود الأفعال لتطوير الجائزة في دوراتها المقبلة، وأن الرأي في ترشيح الأعمال الفائزة كان رأي لجان التحكيم، إذ إن الهيئة تداولت ترشيح الفائز بالجائزة في فرعها الأول الشاعر علي الدميني، وأجمع عليه أعضاء اللجنة. وكانت أمانة الجائزة في أدبي الطائف أعلنت الأسبوع الماضي نتائج تحكيم الفرعين الثاني والثالث بحضور رئيس هيئة الجائزة الدكتور عالي القرشي ورئيس النادي عطا الله الجعيد ومقرر الجائزة قليل الثبيتي. وفاز الشاعر المصري أحمد حسن محمد بفرع جائزة الشاعر محمد الثبيتي الثاني «الديوان الشعري» قيمتها 50 ألف ريال بديوانه «البرد ينسج معطفاً»، وفاز الدكتور طارق إسماعيل شلبي من مصر بالفرع الثالث للجائزة وقدرها 50 ألف ريال عن بحث بعنوان: «وجوه ودروب» تناول تجربة الشاعر محمد الثبيتي. واستعرض رئيس نادي الطائف الأدبي الثقافي عطاالله الجعيد جائزة الشاعر محمد الثبيتي وفكرتها وأهميتها، وثمّن لأعضاء هيئة الجائزة الدور الذي قاموا به خلال مراحل ترسيخ ضوابط الجائزة والإعلان عنها واستقبال الأعمال وتشكيل لجان التحكيم وتحويلها عنها، مشيراً إلى أنه ستقام حفلة للجائزة خلال الفترة القادمة في موعد يحدد لاحقاً. وكانت هيئة الجائزة تلقت أعمال المتنافسين في فرعي الديوان وعددهم 26 شاعراً من دول عدة، بينهم ثلاث سيدات، والأبحاث الشعرية 13 بحثاً من باحثين وأكاديميين، بينهم سيدة واحدة. وتم تقديم سبعة أبحاث فقط للجنة التحكيم استجابت لشروط الجائزة. من جهتهما، عبر الفائزان بالجائزة في فرعها الثاني والثالث الشاعر أحمد حسن محمد، والدكتور طارق شلبي عن سعادتهما بالفوز بالجائزة التي تحمل اسم قامة شعرية مؤكدين أنهما لم يتوقعا الفوز لشعورهما أن التنافس حول الجائزة لن يكون أمراً ميسراً. يذكر أن هيئة جائزة الشاعر محمد الثبيتي للإبداع أقرت في أول اجتماع لها مطلع العام رفع قيمة الجائزة إلى 200 ألف ريال وتحديد ثلاث فئات للجائزة، الأولى جائزة تقديرية تمنحها اللجنة لشاعر عربي على كامل تجربته الشعرية، وقيمتها 100 ألف ريال، والثانية جائزة تشجيعية، يرشح لها شاعر عربي بناء على ديوان شعري صدر خلال ثلاثة أعوام من تاريخ إعلان الجائزة، وقيمتها 50 ألف ريال، ويكون الترشيح شخصياً أو من طريق المؤسسات العلمية والثقافية. والثالثة جائزة عن الشعرية قدرها 50 ألف ريال، وتم تخصيص موضوع الأبحاث في الدورة الأولى للجائزة عن شعر محمد الثبيتي، واشترطت اللجنة أن يكون البحث خاصاً بالجائزة، ولم يسبق التقدم به لأي جهة أخرى. وتضم هيئة الجائزة في عضويتها عالي القرشي رئيساً وأميناً للجنة، وسعيد السريحي عضواً، ومعجب العدواني عضواً، والدكتورة أشجان هندي عضواً، ولطيفة قاري عضواً، وقليل الثبيتي مقرراً، وأمين العصري سكرتيراً.