لا يزال يتفاعل خبر اعتقال كاتب السيناريو السوري سامر رضوان لدى عودته من بيروت حيث كان يصوّر الجزء الثالث من مسلسل «الولادة من الخاصرة» الذي يحمل اسم «منبر الموتى». وذكرت مواقع معارضة أن السبب الرئيس سياسي يتعلق بسيناريو مسلسل «منبر الموتى» الذي يتطرق للمنظومة الأمنية في سورية، ويتناول الأحداث الحالية، خصوصاً أنه لم يحظ بموافقة الرقابة المحلية. وقالت هذه المصادر إن رضوان من خلال المسلسل يلقي اللوم على حكومة دمشق في ما يتعلق بالأحداث التي تجري في سورية، فيما قالت مصادر أخرى أن للمخرجة رشا شربتجي وزوجها العقيد تمام الصالح دوراً في اعتقاله بعد استبعاد شربتجي من إخراج الجزء الثالث. وقال الطرف الآخر المقرب من دمشق أن الاعتقال يعود لأسباب شخصية، وذلك على خلفية دعوى قضائية رفعها ممثل سوري مغمور ضد رضوان. وعلى رغم صعوبة معرفة السبب الحقيقي وراء الاعتقال في ظل الأوضاع التي تعيشها سورية، هناك إشارات واضحة يمكن أن تبين بعض الحقائق حول الحادثة، إذ يرى مراقبون أن الموقف السياسي هو الأبرز، فلو كان الأمر مجرد دعوى قضائية، فليس هناك ضرورة للاعتقال، ولكان اقتصر الأمر على مذكرة قضائية توجه إلى منزل المدعى عليه ليمثل أمام المحكمة. وحتى لو كان أمر الاعتقال واقعاً لكان حدث خلال مغادرته سورية قبل أيام وليس خلال عودته، وهذه الظروف ترجح اعتقاله لأسباب أمنية تتعلق بموقفه السياسي وبعمله الجديد. يذكر أن أول من نشر خبر اعتقال رضوان كانت الإعلامية السورية زينة يازجي التي كتبت على صفحتها الخاصة على «فايسبوك»: «اعتقال كاتب مسلسل «الولادة من الخاصرة» سامر رضوان على حاجز للجيش النظامي»، ثم كتبت: «سامر اعتقل على الحدود اللبنانية- السورية وهو عائد من لبنان ليلة أمس»، فيما نشرت النجمة السورية يارا صبري نداء على صفحتها على «فايسبوك»، تطالب فيه بإطلاق سراح رضوان بعد ساعات قليلة على اعتقاله. أما كاتب السيناريو السوري فؤاد حميرة فكتب في تدوينة له على مواقع التواصل الاجتماعي: «إن اعتقال السيناريست الكبير سامر رضوان، هو تأكيد جديد على أن الإرهابي بنظر هذا النظام، هو كل من يعترض على القتل والتدمير والإقصاء والتهميش والفساد والدجل والنفاق... كل من يتسلح بالفكر هو إرهابي بالنسبة إلى النظام، بل إنه أخطر من جبهة النصرة بالنسبة إليهم... سامر رضوان الذي كتب عن الحرية... نريده حراً... فالحرية تليق به وبأمثاله». وهذه ليست المرة الأولى التي يُعتقل فيها كاتب سيناريو، إذ اعتقل خالد خليفة وريما فليحان، وأفرج عنهما في وقت لاحق، فيما لا يزال عدنان زراعي معتقلاً.