ناقش وفد من الشباب السعودي والإسباني القوانين والأنظمة الخاصة بالمواقع التاريخية، والطرق المثلى للمحافظة على الهوية العمرانية في كلا البلدين. واستعرض الطرفان خلال منتدى الحوار المشترك في العاصمة الإسبانية مدريد أمس (الخميس) – بحسب وكالة الأنباء السعودية - مشاهداتهم العلمية من خلال الزيارات الميدانية التي قام بها أعضاء الوفد الشبابي السعودي لعدد من كليات العمارة في الجامعات الإسبانية، واطلاعهم على بعض الطرق العلمية والفنية المتخصصة في تصميم المباني والمحافظة على المباني التاريخية. وأشار الوفد السعودي المكون من 24 شاباً وشابة من تخصصات علمية وأكاديمية من مختلف مناطق المملكة في حوارهم، إلى تميز أقسام العمارة في الجامعات الإسبانية والنماذج العمرانية التي تقوم بدراستها أكاديمياً، خصوصاً مجموعة الآثار والكتابات الإسلامية التي تعود للحكم الإسلامي في الأندلس. ونوه مساعد وزير الخارجية الأمير خالد بن سعود، خلال متابعته الجلسات، بما سمعه من حوارات تناولت جوانب مهمة ترتبط بالثقافة والتاريخ والحضارة في المملكة، مشيداً باهتمام الشباب السعودي بنقل ما تقوم به المملكة من جهود لحماية المباني التاريخية والآثار التي تزخر بها مناطقها المختلفة. حضر جلسة الحوار كل من رئيس الوفد وكيل وزارة الخارجية للشؤون الاقتصادية والثقافية الدكتور يوسف السعدون، وسفير خادم الحرمين الشريفين في مدريد الأمير منصور بن خالد، وأعضاء من وزارة الخارجية وسفارة المملكة في مدريد، ومن الجانب الإسباني عدد من المسؤولين والأكاديميين والشباب الإسباني المشارك. أهمية التبادل الفكري كشفت المشاركة رابعة العثيم أن مشاركتها في المنتدى تجربة تستفيد منها شخصياً ومهنياً، متمنية أن تعود بما اكتسبته من معارف بالفائدة لوطنها، مشيرة إلى أن التبادل الفكري مع الجانب الإسباني أسهم في إعطاء صورة واضحة عن الحضارتين السعودية والإسبانية. فيما أوضح المهندس عبدالعزيز الحدادي أن «النقاشات مع الشباب الإسباني تناولت نقاطاً تهم الطرفين، خصوصاً في ما يتعلق بالهوية العمرانية والتراث العمراني»، معرباً عن أمله في الوصول إلى مبادرات تخدم البلدين، وتدعم إيجاد بيئة عمرانية تعبر عن المملكة ودورها الريادي والتاريخي في خدمة الإسلام وتعبر عن الطبيعة المكانية والزمانية والتنموية لها، مشيراً إلى أن تحقيق هذا الهدف يكون عبر الحوار الحضاري وتبادل المعرفة مع البلدان العالمية مثل إسبانيا التي حافظت على تراث عمراني لحضارات عدة مرت بها، ومنها الحضارة الإسلامية لتكون جزءاً لا يتجزأ من ثقافتهم».