اكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس حرصه على انجاح جهود وزير الخارجية الأميركي جون كيري لإنقاذ عملية السلام وفق مبدأ حل الدولتين. وجاءت تصريحات عباس خلال لقائه ممثلة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون في رام الله مساء الأربعاء، التي اجتمعت أمس مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو في قبل توجهها الى غزة في ختام جولتها في المنطقة التي شملت أيضاً العراق ومصر ولبنان. وجاء في بيان للرئاسة الفلسطينية عقب لقاء عباس مع اشتون في مقره في رام الله «جرى خلال اللقاء بحث آخر مستجدات العملية السلمية، والجهود التي يبذلها وزير الخارجية الأميركي جون كيري لإحيائها». وتابع البيان «أكد رئيس دولة فلسطين محمود عباس حرص الجانب الفلسطيني على إنجاح جهود كيري لإنقاذ عملية السلام، لاستئناف مفاوضات جادة تقود إلى إنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس». وأشار البيان الى ان عباس شدد «على ان وقف الاستيطان وإطلاق سراح الأسرى، سيعملان على تهيئة الظروف المناسبة لإطلاق المفاوضات الجادة لتحقيق آمال وتطلعات الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة». وجاء في بيان الرئاسة الفلسطينية «أكدت أشتون دعم الاتحاد الأوروبي للجهود الأميركية، مشددة على موقف الاتحاد الأوروبي الثابت، وفق البيانات الصادرة عنه الداعمة لعملية السلام». وكما استقبل عباس في مكتبه في رام الله ميشال الياس تامر نائب رئيسة البرازيل. ونوّه الرئيس عباس ب «المساعدات الكبيرة التي يقدمها الشعب البرازيلي وحكومته للشعب الفلسطيني». وقال الضيف البرازيلي «إن بلاده تقف إلى جانب مبدأ حل الدولتين (...) وستظل تلعب دوراً ديبلوماسياً فاعلاً على كل الصعد من أجل الوصول إلى الحل الذي أيده المجتمع الدولي لإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران» 1967. في غضون ذلك ثارت ثائرة أقطاب اليمين في الحكومة الإسرائيلية وخارجها من تصريحات قائد «المنطقة العسكرية الوسطى» في الجيش الإسرائيلي المكلفة مسؤولية الضفة الغربيةالمحتلة اللواء نيتسان ألون، أول من أمس، التي حذر فيها من أن من شأن فشل وزير الخارجية الأميركي جون كيري في جهوده لإحياء عملية السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية أن يؤدي إلى تصعيد الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية بشكل خطير، مشيراً إلى أن جهود كيري «تنطوي على تأثير إيجابي في كل ما يتعلق بالهدوء في الضفة الغربية». واعتبر أقطاب اليمين هذه التصريحات «تجاوزاً لصلاحيات ضابط عسكري وتجاوزاً لخطوط حمر»، في إشارة إلى أن الضباط العسكريين ليسوا مخولين إطلاق تصريحات سياسية. وأشارت وسائل إعلام عبرية إلى أن قيادة الجيش تعتزم اتخاذ إجراءات تأديبية بحق اللواء ألون. واعتبر رئيس كتلة «يش عتيد» الوزير عوفر شيلح هذه التصريحات إنذاراً مهماً لصناع القرار السياسي وتأكيداً على أهمية إنجاح جهود وزير الخارجية الأميركي. وكان شيلح اعتبر في تصريحات سابقة أن مواصلة الاحتلال «تفسد المجتمع الإسرائيلي في كل جوانب حياته» وأنها تقرّب إسرائيل من نظام الفصل العنصري (الأبرتايد) السابق في جنوب أفريقيا.