يخوض المطرب والممثل المصري مدحت صالح تجربة درامية جديدة من خلال دورٍ مركّب يجمع بين الرومانسيّة والإجرام والغموض في مسلسل «موجة حارّة» الذي ستعرضه شاشة «أم بي سي» خلال شهر رمضان. ويوضح صالح أن أسباباً عدة دفعته للقبول بهذا العمل بعدما عرضه عليه المخرج محمد ياسين، ويضيف: أولاً، لأن السيناريو نتاج رواية «منخفض الهند الموسمي» للكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة. وثانياً، أعتبر نفسي مطرباً في المقام الأول، وضيفاً على التمثيل، لذا فأنا شديد الحرص والدقة في اختياراتي التمثيلية، وهذا العمل تتوافر فيه مقومات النجاح، بالإضافة إلى السيناريو الذي يشتمل على وجود عدد كبير من الأحداث والشخصيات المتشابكة، ثم هناك مجموعة من النجوم والممثلين القديرين. يُضاف إلى ذلك كله العلاقة الطيبة التي تربطني بالمخرج محمد ياسين مع الثقة والتفاهم الكبيرَيْن بيننا، وهو ما يجعلني مؤمناً برؤيته عموماً وبتوجيهاته في ما يتعلق بالشخصية التي ألعبها». وعن الجديد في هذه الشخصية مقارنةً بأدواره السابقة، يقول: «اعتاد الجمهور مني على شخصية المطرب الرومانسي العاطفي، لكنني أقدم في العمل شخصية جديدة كلياً، فهي شخصية غير سويّة تمثّل إحدى إفرازات المجتمع المهترئ، المليئة بالنزوات والرغبات. كما أن «محسن السواحلي» الذي ألعب دوره، يصل إلى غاياته على حساب الآخرين في الموجة الحارة التي تأتي بسبب منخفض الهند الموسمي، لتؤثر بدورها على الشخصيات وتصرفاتها مثل البحر تماماً الذي تنتج من تقلباته أشياء جيدة وأخرى سيئة، والشخصية التي أقوم بها تنتمي لهذا الجزء الأخير. فهو شخص غامض، مارس العديد من النشاطات غير القانونية ما أوصله ليكون أحد شركاء «حمادة غزلان» و «جميلة». تاريخه ليس واضحاً، وعلى رغم شراكته ل «حمادة» إلا أن هناك غيرة بينهما في مجال العمل. ولا يلبث أن يقع لاحقاً في غرام «شيرين» ابنة «حمادة»، ويتزوجها عرفياً». وهل استطاع المسلسل الاستفادة من مدحت صالح المطرب، يقول: «لم نحدد بعد ما سيتم العمل به في تتر البداية والنهاية للمسلسل، ولكن خلال السياق الدرامي، وباعتبار أن الشخصية التي أجسدها صاحبة مزاج، تجدني خلال المسلسل أدندن من وقت لآخر. وعن أفراد العمل الذين تجمعه بهم مشاهد خلال المسلسل، يقول: «أتعامل مع شخصيات عدة، أبرزهم شخصية «حمادة غزلان» التي يقوم بها الممثل سيد رجب الذي تجمعه بشخصيتي (محسن السواحلي) علاقة صداقة قديمة. وعلى اعتبار أنهما يمثلان إفرازات سيئة للمجتمع نجد أن ثمة ممارسات وسلوكيات وتصرفات غير إنسانية تميّزهما كشريكين وتميّز بينهما كصديقين، وذلك نظراً لاختلاف المصالح والتوجهات. الغريب والمميّز في آنٍ هو قوة العلاقة بين الاثنين على رغم مساوئهما الأخلاقية، وهذا ما سيجعل المشاهدين يتعاطفون معهما خلال العمل! وهناك أيضاً شخصية الضابط «سيد العجاتي» التي يؤديها الممثل إياد نصار، وتسعى دائماً لاستجوابي بسبب العلاقة المشبوهة بشريكي «حمادة غزلان». وعما إذا كان قرأ رواية الراحل أسامة أنور عكاشة قبل البدء في العمل، يقول: «حقيقةً لم أفعل، ولكن من منا لا يثق بأعمال الراحل، فقد عملت معه سابقاً في التسعينات في مسلسل أبو «العلا البشري». لقد اعتمدت على ما رواه لي المخرج محمد ياسين من ملخص الرواية، وهو ما شدّني إلى العمل الذي أعتبره قيّماً لتشابك العلاقات الإنسانية بين شخصياته على نحوٍ قوي، وهذا أحد أهم ما يميز شخصيات الراحل أسامة أنور عكاشة لدرجةٍ يجعلك تشاهد صورة كاملة عن مصر. لذا فأنا لم أتردد في قبول الدور على الإطلاق». فهل نجحت مريم نعوم في نقل روح أسامة أنور عكاشة من خلال السيناريو الذي كتبته للرواية؟ «إلى حد كبير. يحسب في المقام الأول للراحل أن روايته استطاعت التأثير في كاتبة تنتمي إلى جيل مريم نعوم، لتتناولها وتحولها إلى سيناريو، وأعتقد أنها إنسانة مجتهدة وأحبت الرواية، وهذا ما ظهر من خلال الشخصيات التي شعرنا أنها رسمتها بإحساس عالٍ». وعن أصعب المَشاهد التي واجهته حتى الآن، يقول: «الصعوبة ليست في طبيعة المشاهد، لكن في الحالة التي أحاول نقلها من خلال المشهد كما يريدها المخرج، وهناك عدد من المشاهد العنيفة التي أقوم بها وهي على مقدار كبير من الصعوبة». ويختتم كلامه: «عملت في هذا المسلسل للمرة الأولى مع إياد نصار وسيد رجب اللذين تجمعني بهما أكثر المشاهد، وأريد أن أوضح أن الجو العام خلال تصوير المسلسل كان عائلياً، ثم أن جميع فريق المسلسل اليوم هم أصدقائي خارج العمل».