لا يغيب عن بال احد ان الاحتفال في اليوم العالمي للاجئين يمسي احتفالاً جنائزياً، لبشاعة الارقام وما توحي به. اللجوء يعني الشتات. يأتي في الطليعة وجه الضياع على الرقعة السورية، تليه مصائب اللجوء القسري في بلدان مزقتها الحروب الأهلية والاقتتال الطائفي والاثني، على كوكب موبوء بالمصائب. فسورية المحاصرة بالقتل اليومي، لم يسعف التهجير ابناءها. سكنوا الخيم لكن بعضهم فضل العودة الى دياره رغم الموت المتنقل والدمار. اذ أعلنت "الأممالمتحدة" في تقرير، أن عدد المهجرين في العام تجاوز 45.2 مليون شخص عام 2012، معظمهم هجّرتهم نزاعات، وهذا أعلى رقم يُسجل منذ نحو عقدين. وكشف تقرير أصدرته المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن "عدد اللاجئين والنازحين داخل بلدانهم حول العالم بلغ 7.6 ملايين شخص عام 2012، ما يرفع عددهم إلى أعلى مستوى منذ عام 1994". وأظهر تقرير "الإتجاهات العالمية" أنه حتى نهاية عام 2012، كان هناك أكثر من 45.2 مليون شخص في حالات من النزوح مقارنة ب 42.5 مليون في نهاية عام 2011. ويشمل هذا 15.4 مليون لاجئ، و937 ألف من طالبي اللجوء و28.8 مليون شخص ممن أجبروا على الفرار داخل حدود بلدانهم. وأشار التقرير إلى أن" الحروب بقيت السبب المهيمن في ذلك، وذلك مع بروز الأزمة في سورية كعامل رئيس جديد على خارطة النزوح العالمي". وقالت المفوضية، إنه خلال عام 2012 وحده، نزح ما يقرب من 7.6 ملايين شخص عن ديارهم، 1.1 مليون لاجئ و6.5 ملايين نازح داخلياً، وهذا يعني أنه في كل 4.1 ثانية يسجل لاجئ أو نازح جديد داخلياً. ويأتي 55% من كافة اللاجئين المدرجين بتقرير المفوضية من 5 بلدان فقط متضررة من الحرب، وهي أفغانستان، والصومال، والعراق، وسورية، والسودان، كما يظهر التقرير حركات النزوح الجديدة الكبرى في كل من مالي وجمهورية الكونغو الديمقراطية ومن السودان إلى جنوب السودان وأثيوبيا. وقال انطونيو غوتيريس، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن "هذه الأرقام تبعث على القلق حقاً. لأنها تعكس المعاناة الفردية على نطاق واسع كما تعكس الصعوبات التي تواجه المجتمع الدولي بالحد من الصراعات وتعزيز الحلول في الوقت المناسب". وأشار التقرير إلى أن "الأطفال دون سن 18 عاماً يشكلون 46% من عدد اللاجئين، وأنه عام 2012 بلغ عدد الأطفال غير المصحوبين أو المنفصلين عن ذويهم ما مجموعه 21.300 طفل، وهو أكبر عدد تسجله المفوضية لهؤلاء". وشهد العام الماضي تغيراً طفيفاً عن عام 2011 من حيث التصنيف العالمي للدول الرئيسية المستضيفة للاجئين، فقد واصلت باكستان استضافة المزيد من اللاجئين أكثر من أية دولة أخرى (1.6 مليون)، تليها إيران (868.200) وألمانيا (589.700). وبقيت أفغانستان أكبر بلد مصدّر للاجئين في العالم، وهو تصنيف حافظت عليه على مدى 32 عاماً، تليها الصومال، ومن ثم العراق (746.700 شخص)، يليه سورية (471.400). ويعتبر عدد النازحين داخل بلدانهم والذي وصل إلى 28.8 مليون شخص في عام 2012 الأعلى مستوى خلال أكثر من عقدين. وفي السياق نفسه، أعلنت منظمة العفو الدولية في تقرير ان "على السلطات الليبية ان تضع حداً للاعتقال لفترة غير محددة" لآلاف المهاجرين بمن فيهم لاجئون وطالبو لجوء يخضع بعضهم للتعذيب. وأعلن المنسّق العام لشؤون اللاجئين السوريين في الأردن، أنمار الحمود، أن أكثر من 64 ألف لاجئ سوري عادوا إلى بلادهم طواعية منذ بدء الأحداث في سورية حتى الآن. فيما يعيش اطفال سورية جحيماً اسمه الموت بسبب اللجوء وحياته البشعة. اما لجوء فلسطينيو المخيمات فلذلك قصة اخرى، عقيمة ومؤلمة. فالجرح الفلسطيني لم ينته. فحرب سورية استنزفت المخيمات الفلسطينية وارهقتها.