دافع الرئيس الأميركي باراك اوباما في برلين أمس، عن برامج الاستخبارات الاميركية لرصد المكالمات الهاتفية واتصالات الانترنت، مؤكداً انها أنقذت حياة أفراد وأحبطت هجمات ارهابية. وقال: «هذا ليس وضعاً نسرق خلاله رسائل الكترونية عادية» لأفراد في الولاياتالمتحدة وخارجها. وأضاف خلال مؤتمر صحافي مع المستشارة الألمانية أنغيلا مركل، أن برنامج المراقبة «مقيّد، وضيق». وأشار الى «إنقاذ أرواح» بفضل هذا البرنامج الذي شدد على خضوعه عن كثب لإشراف من محاكم، لضمان تقييد أي انتهاك للخصوصية. اما مركل فلفتت الى أهمية متابعة سجال حول كيفية إيجاد «توازن عادل» بين ضمان الأمن وحماية الحريات الشخصية. وكان مدير وكالة الامن القومي الأميركية الجنرال كيث ألكسندر اعتبر أن الكشف عن برامج رصد المكالمات الهاتفية واتصالات الانترنت، سبّب «ضرراً ضخماً» للأمن القومي للولايات المتحدة «يتعذر اصلاحه». وسُئل خلال شهادة أمام لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، هل أن كشف المتعاقد إدوارد سنودن تلك البرامج، ساعد اعداء الولاياتالمتحدة، فأجاب: «أعتقد بذلك، وبأنه سيضرّ بنا وبحلفائنا». ونبّه ألكسندر الى أن تلك البرامج ساهمت في إحباط أكثر من 50 هجوماً ارهابياً، منذ اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2011، مضيفاً: «هذه البرامج قيمة جداً لحماية بلادنا وضمان أمن حلفائنا. في السنوات الاخيرة، وفرّت المعلومات التي جُمِعت من هذه البرامج للحكومة الاميركية ادلة مهمة ساعدتها في إحباط اكثر من 50 عملاً ارهابياً محتملاً في أكثر من 20 بلداً»، 10 على الاقل منها اشتملت على تهديدات من داخل البلاد»، بينها خطط لتفجير بورصة نيويورك ونظام قطارات الانفاق في المدينة. وزاد: «أعتقد بأننا حققنا الامن والسلامة النسبية، في طريقة لا تتعدى على خصوصية مواطنينا او حرياتهم المدنية». وأكد أن الادارة الأميركية «لا تحصل في شكل منفرد على معلومات من خوادم» شركات الانترت الاميركية، بينها «غوغل» و «ياهو» و «فايسبوك»، بل ان تلك الشركات «مُجبرة على توفير هذه السجلات بموجب القانون الاميركي، باستخدام طرق تتطابق مع القانون». وأعلنت «ياهو» أنها تلقت نحو 13 ألف طلب من أجهزة الأمن الاميركية، في الاشهر الستة الماضية، للحصول على بيانات عن مستخدمين، غالبيتها «تعلقت بتحقيقات في حوادث احتيال وجرائم قتل وحوادث خطف وتحقيقات جنائية أخرى». الى ذلك، رفع اتحاد الحريات المدنية في نيويورك دعوى قضائية على إدارة شرطة المدينة، بسبب مراقبتها جماعات مسلمة، متهماً اياها بانتهاك الحريات الدينية وضمانات المساواة. لكن ناطقاً باسم ادارة شرطة نيويورك شدد على أن «الانتقادات لن تردعنا عن حماية الناس من الذين ينوون قتل مزيد من سكان المدينة». سجال وألقى أوباما خطاباً أمام بوابة براندنبورغ في برلين، دعا خلاله روسيا إلى الموافقة على خفض ترسانة واشنطن وموسكو من الأسلحة النووية بمقدار الثلث. وأشار إلى أنه سينظم قمتين حول الأمن النووي خلال ولايته الثانية، مضيفاً: «إنها مراحل يمكننا اجتيازها لإقامة عالم سلام وعدالة». لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شدد على أن بلاده «لن تسمح بحدوث خلل في ميزان أنظمة الردع الاستراتيجي، وبتناقص فاعلية قواتنا النووية». ولفت إلى أن الدفاع الجوي والفضائي «يشكّل ضماناً لاستقرار قواتنا للردع الاستراتيجي ولحماية أراضي البلاد». وأبدى قلقاً إزاء الدفاعات الصاروخية الأميركية والأسلحة شديدة الدقة، بقوله: «أنظمة الأسلحة التقليدية عالية الدقة تُطوّر بنشاط، والدول التي تملكها تزيد بقوة إمكاناتها الهجومية».