طرابلس، باريس - أ ف ب - أ ب - طغى الوجه الأفريقي على الاحتفالات التي تبدأ اليوم في ليبيا لمناسبة الذكرى الأربعين لتسلم العقيد معمر القذافي السلطة، او ما يطلق عليه في طرابلس «ثورة الفاتح». فقد صادفت المناسبة ايضاً الذكرى العاشرة لتأسيس الاتحاد الأفريقي في 9 ايلول (سبتمبر) 1999 في سرت. وهو ما سهّل على الزعيم الليبي الاستعاضة بمشاركة عدد من قادة ورؤساء الحكومات الأفارقة عن غياب عدد بارز من القادة الأوروبيين الذين كان ينتظر مشاركتهم في الاحتفالات، ومنهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس حكومة ايطاليا سيلفيو برلوسكوني، الذي تعمد مغادرة طرابلس التي كان فيها امس قبل بدء الاحتفالات الليبية. وينتظر أن تبلغ الاحتفالات ذروتها اليوم بعرض عسكري وآخر يستعيد تاريخ ليبيا منذ تولي القذافي السلطة. وألقى الزعيم الليبي كلمة في افتتاح القمة الأفريقية هاجم فيها اسرائيل وقال انها «وراء اي مشكلة» في افريقيا. ودعا الى «طرد السفارات الإسرائيلية من افريقيا لأنها تسعى الى اثارة الفتن بحجة حماية الأقليات». كما دعا القذافي الأفارقة الى حل «النزاعات الأفريقية ذاتياً بعيداً من اطماع الدول الكبرى الاستعمارية». وخصصت هذه الدورة للبحث في النزاعات في القارة السمراء، وخصوصاً الوضع في الصومال والنزاع في اقليم دارفور. وأقيمت في ميناء طرابلس خيمة عملاقة استقبل فيها القذافي الذي يصف نفسه بأنه «ملك ملوك افريقيا» القادة الأفارقة. وشارك في القمة الرئيس السوداني عمر البشير والرئيس التونسي زين العابدين بن علي والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ورئيس موريتانيا محمد ولد عبدالعزيز ومثّل مصر وزير الخارجية احمد ابو الغيط، كما حضر رئيس زيمبابوي روبرت موغابي. وفي المقابل، تغيب رؤساء جنوب افريقيا والسنغال ونيجيريا وأوغندا. وأثرت ذيول اطلاق عبد الباسط المقرحي في مشاركة عدد من القادة الأوروبيين في الاحتفالات الليبية. وكان قد اعلن امس في طرابلس ان المقرحي ادخل المستشفى بعدما ساءت حالته الصحية وقال مسؤول ليبي انه «يشارف الموت». وبعد ان اكدت طرابلس انه ينتظر حضور الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والرئيس الروسي ديمتري مدفيديف ورئيس وزرائه فلاديمير بوتين الاحتفالات، اسرع المسؤولون في البلدين الى نفي ذلك. وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية ان فرنسا ستتمثل بسكرتير الدولة لشؤون التعاون الان جويانديه، كما لم يحضر الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز رغم اعلان الليبيين نيته في المشاركة. المسؤول الأوروبي الوحيد البارز الذي زار طرابلس قبل «الفاتح» كان رئيس وزراء ايطاليا سيلفيو برلوسكوني الذي وضع مع القذافي حجر الأساس لطريق سريع يمتد 1200 كلم على طول السواحل الليبية. وكانت ليبيا تطالب بهذه الطريق منذ وقت طويل في اطار تعويض 30 عاماً من الاستعمار الإيطالي لها بين العامين 1911 و1942. وستمول روما هذا المشروع الذي سيعبر البلاد من الحدود التونسية حتى نقطة السلوم عند الحدود المصرية. وتزامن اطلاقه مع احياء «يوم الصداقة الليبية - الإيطالية» اول امس في طرابلس في الذكرى الأولى لتوقيع اتفاق الصداقة بين البلدين في 30 آب (اغسطس) 2008. لكن برلوسكوني لن يشارك اليوم في احتفالات ذكرى تسلم القذافي السلطة. وكانت زيارته الى ليبيا اثارت انتقادات واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية في بلده، كما عبر وزير الخارجية فرانكو فراتيني عن «ألمه» للحفاوة التي استقبل بها المقرحي في ليبيا بعد اطلاقه.