تستثمر المعارضة المصرية تفاقم أزمات معيشية مثل نقص الوقود وانقطاع الكهرباء في الحشد لتظاهرات مقررة نهاية الشهر الجاري للمطالبة برحيل الرئيس محمد مرسي تزامناً مع الذكرى الأولى لتوليه منصبه، فيما تحمل جماعة «الإخوان المسلمين» الحاكمة معارضيها مسؤولية تفاقم هذه الأزمات بسبب «تعطيلهم عجلة الانتاج». ولم يقف الأمر عند حد نقص بعض أنواع الوقود والانقطاع المتكرر للكهرباء في غالبية المحافظات بسبب عدم وجود تمويل كاف لتوفير وقود لمحطات توليد الكهرباء، بل تخطاه ليشمل العجز أنواع الوقود كافة. وتكتظ محطات الوقود بمئات السيارات يطول انتظارها لساعات للحصول على وقود أي كان نوعه وسعره، فيما تواصل أسعار غالبية السلع خصوصاً الغذائية الارتفاع وسط غياب الرقابة على الأسواق. وبدا أن الداعين إلى تظاهرات 30 حزيران (يونيو) الجاري، خصوصاً حملة «تمرد» التي قالت إنها جمعت أكثر من 9 ملايين توقيع لسحب الثقة من مرسي، التفتوا إلى معاناة الفقراء لحضهم على الاحتشاد ضد الرئيس وجماعته «الإخوان»، وأظهروا تركيزا في حملاتهم الميدانية على الأزمات المعيشية المتوالية، ما أكسبهم صدى في الشارع. وقال عضو اللجنة المركزية لحملة «تمرد» الناطق باسمها محمد عبدالعزيز ل «الحياة» إن «فكرة سحب الثقة من الرئيس نشأت في الأساس بسبب فشله في حل أزمات المصريين المعيشية»، معتبراً أن «المصريين استجابوا لطرح الحملة بعدما استشعروا ذلك الفشل، ولذلك التفوا حول تمرد». لكن نائب رئيس حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية ل «الإخوان»، عصام العريان حمل المعارضة المسؤولية عن الأزمات المعيشية المتوالية، وإن أقر ب «استياء شعبي» بسببها. وقال ل «الحياة»: «لا أظن إطلاقاً أن تساعد تلك المشاكل على الحشد في 30 حزيران (يونيو)، لأن التظاهرات سببها سياسي في الأساس وليس معيشياً... الحقيقة أن النخب السياسية منفصلة تماما عن مشاكل الناس». ورأى أن «البسطاء الذين يعانون مشاكل يومية بسبب تلك الأزمات، إن نزلوا إلى الشارع فسيواجهون المعارضة بالأساس لأنها السبب في تعطل عجلة الانتاج والمواطن يدرك تلك الحقيقة». وشدد على أن التظاهرات «لن تسفر عن شيء». وقال إن «الرئيس يُعد الآن لبرنامجه في الفترة من أول تموز (يوليو) حتى بداية شهر رمضان، وهو برنامج مزدحم جداً». غير أن عبدالعزيز رفض تحميل المعارضة المسؤولية عن «فشل نظام الإخوان» في حل هذه الأزمات. وقال: «هذا كلام غير صحيح. من غير المنطقي أن تكون المعارضة مسؤولة عن إخفاق السلطة في التعامل مع المشاكل. ماذا فعل مرسي لحل تلك المشاكل أصلا؟»، مشدداً على أن تظاهرات المعارضة العام الماضي لم تعق مرسي عن اتخاذ قرارات. ورأى أن تحميل المعارضة مسؤولية إخفاق السلطة «كلام ينقصه المنطق والعقل أيضاً». وفي حين استبعد العريان اندلاع عنف بين الموالاة والمعارضة في تظاهرات نهاية الشهر، قال الناطق باسم «الجماعة الإسلامية» محمد حسان إن «العنف والصدامات أمر وارد، لأن هناك جهات داخلية تتلقى تمويلاً من الخارج لإحداث فوضى في مصر وصولاً إلى النموذج السوري أو الليبي». وحذر من أنه «إذا سقط الرئيس سيسود قانون الغاب وسيسطر الأقوى، وهذا سيُدخل مصر في دوامة من العنف». ولم يستبعد إقدام القوى المتحالفة مع جماعة «الإخوان» على الاعتصام في الميادين بعد تظاهرات مقررة للموالاة في 21 الجاري، ما يعني عملياً منع قوى المعارضة من التظاهر نهاية الشهر ويُنذر بتفجر صدامات دامية في حال الإقدام عليه. وقال: «حتى الآن لا قرار صدر بالاعتصام بعد تظاهرات الإسلامين لكن هذا الخيار غير مستبعد، وستحسمه تطورات الموقف على الأرض، وظروف التظاهرات». وأوضح أن «قرار الاعتصام سيُبحث في حينها بين القوى المشاركة في التظاهرات، حسب الحشد وتصرفات المعارضة وتقديرنا للموقف».