عبر مسؤولون في جمعية نقاء الخيرية لمكافحة التدخين، عن شعورهم ب «الإحباط»، نتيجة عدم رفع أسعار التبغ، مقرّة ًبصعوبة منع استيراد التبغ من الخارج، لأن ذلك «يؤدي إلى تهريبه ووجود منتجات سيئة بديلة للسجائر». فيما طالبت وزارة الثقافة والإعلام بمنع عرض المسلسلات التي تحوي لقطات يظهر فيها الممثلون والممثلات يدخنون السجائر، للحيلولة دون تشجيع الصغار على هذه العادة، كاشفة في هذا الصدد عن تقديم مشروع بمنع بيع السجائر وأنواع التبغ الأخرى في البقالات الصغيرة المنتشرة في وسط الأحياء والقريبة من المساكن، مستعرضة إحصاءات تظهر «خطورة الموقف». وطالب رئيس المجلس الإداري السابق لجمعية نقاء الدكتور سليمان الصبي، التلفزيون السعودي بضرورة «إيقاف بعض المسلسلات التي يظهر فيها الممثلون وهم يشربون الدخان والشيشة، لما فيه من تشجيع للمشاهد، خصوصاً من صغار السن من الشبان، وكذلك الفتيات، للقيام بهذه التجربة والعادة السيئة»، متمنياً من وزارة الثقافة والإعلام «تكثيف الإعلانات التوعوية، فنحن نسعى جميعاً إلى الحدّ من ظاهرة التدخين». ونظمت «نقاء» أمس، حفلتها السنوية، لتكريم داعمي الجمعية، بحضور رئيسها في المملكة الدكتور محمد جابر اليماني، وبعض مديري الدوائر الحكومية والمهتمين. وقال اليماني: «إن الإحباط الذي تعاني منه الجمعية يتمثل في عدم رفع أسعار التبغ إلى المستوى المطلوب على الأقل، مثل الدول المجاورة، أو التي حققت نجاحات في مجال المكافحة»، لافتاً إلى أن هناك «نسباً عكسية». وقال: «قدمنا مشروعاً للجهات المعنية، بمنع بيع السجائر وأنواع التبغ الأخرى في البقالات الصغيرة المنتشرة وسط الأحياء القريبة من المساكن، وأن يقتصر البيع على المحال والمجمعات، التي يصعب على الأطفال والمراهقين الشراء منها»، مقراً بصعوبة «منع استيراد التبغ إلى المملكة، لأن ذلك يؤدي إلى تهريبه، ووجود منتجات سيئة بديلة للسجائر». وأشار اليمانى إلى أن جهود المكافحة تحتاج إلى «وقت طويل حتى تبرز الآثار. وما يهمنا هو الوصول إلى الفئات المستهدفة»، موضحاً أن معالجة المدخن «ينبغي ألا تزيد عن حد معين، وإنما الجهد الأكبر ينبغي أن يتوجه إلى التوعية، واستصدار القوانين، ومحاولة منع المدخنين الجدد وإقناعهم عبر النصائح الطبية». بدوره، لفت رئيس المركز الإشرافي لفرع الجمعية «نقاء» في الأحساء الدكتور أحمد البوعلي، إلى أن «السعودية تحتل المرتبة الرابعة عالمياً بالنسبة لعدد السكان مقارنة بعدد المدخنين، إذ يبلغ عدد المدخنين ستة ملايين من المواطنين والمقيمين»، مضيفاً: «إن نسبة المدخنين من الرجال وصلت إلى 45 في المئة فوق 15 عاماً، وثلاثة في المئة مدخنات في السعودية. ويستهلك المدخنون في السعودية 99 طناً من التبغ يومياً، بكلفة 33 مليون ريال، و12 بليون ريال سعودي سنوياً». وأوضح البوعلي أن «90 في المئة ممن أدمنوا المخدرات جربوا التدخين أثناء المراحل العمرية المختلفة»، مشيراً إلى أن التدخين «يُزيد احتمالية إصابة الرجل بالعجز الجنسي بنسبة 50 في المئة». وقال: «إن عدد مراجعي عيادة «نقاء» في الأحساء وصل إلي أكثر من ثلاثة آلاف شخص، وأقلع منهم 1890 شخصاً». وأكد أن هناك «زيادةً مضطردة في حالات الإصابة بسرطان الرئة في السعودية»، لافتاً إلى أن «16 في المئة من الطبيبات يمارسن التدخين. و27 في المئة ممن يدخنون في المرحلة الثانوية تعودوا عليها في سن مبكرة». وحذّر من استخدام السيجارة الإلكترونية «لما تحويه من مواد مُسرطنة في سائل السيجارة، ومخاطر جسيمة في الجسم وعلى مقتنيها. وربما يؤدي استخدامها إلى حدوث انفجار السيجارة الإلكترونية. كما تعتبر مشجعاً قوياً للإدمان، وذلك لأن كمية النيكوتين المُستنشقة غير محددة». إلى ذلك، استقبل محافظ الأحساء الأمير بدر بن جلوي، أمس الأمين العام لجمعية نقاء للتدخين في المملكة سليمان الصبي، وذلك بمناسبة انتهاء فترة عمله في الجمعية، والأمين الجديد للجمعية الدكتور محمد اليماني بحضور رئيس المجلس الإشرافي لنقاء في الأحساء الدكتور أحمد البوعلي. الذي قدم التقرير السنوي للأعمال والأنشطة التي تقوم عليها الجمعية. كما تم تكريم الداعمين للجمعية.